Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin
تفسير العثيمين: يس
প্রকাশক
دار الثريا للنشر
জনগুলি
أنه يجوز أن نركب ما لم تجر العادة بركوبه، مثل أن نركب البقر، ولهذا قال الفقهاء: يجوز الانتفاع بهذه الحيوانات في غير ما خلقت له.
فإن قلت: ما الجواب عن الحديث الصحيح: "بينما رجل راكب بقرة يسوقها، إذ التفتت إليه فقالت له: إنا لم نخلق لهذا، قال النبي ﷺ: "فأنا أؤمن بذلك وأبو بكر وعمر" (^١).
فالجواب على هذا أن نقول: إن هذا الرجل ركبها ركوبًا يشق عليها، وهي ما خلقت لتعذب، وهو كذلك حتى لو أن الإنسان ركب الإبل على وجه يعذبها قلنا له: إنها لم تخلق لهذا.
٣ - من فوائد الآية الكريمة: صحة نسبة العمل إلى الله؛ لقوله: ﴿مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا﴾ لكن لا يسمى الله بالعامل، كما لا يسمى بالصانع أخذًا من قوله: ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ (^٢) وذلك لأن باب الخبر أوسع من باب الإنشاء والتسمية، فيجوز أن نشتق من كل اسم صفة، ولا يجوز أن نشتق من كل صفة اسمًا.
ولهذا نقول: (الصفات أوسع من الأسماء)، أي باب صفات الله أوسع من باب الأسماء، لأن كل اسم متضمن لصفة، وليس كل صفة تتضمن اسمًا.
٤ - ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات اليد لله ﷿؛ لقوله: ﴿مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا﴾ وهذه اليد التي أضافها إلى نفسه يد حقيقية ثابتة، ولكن بدون أن تكون مماثلة لأيدي المخلوقين؛
(^١) أخرجه البخاري، كتاب الحرث والمزارعة، باب استعمال بقر للحراثة (٢٣٢٤ ومسلم بمعناه، كتاب فضائل الصحابة (٢٣٨٨).
(^٢) سورة النمل، الآية: ٨٨.
1 / 261