93

تفسير العثيمين: ص

تفسير العثيمين: ص

প্রকাশক

دار الثريا للنشر والتوزيع

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

প্রকাশনার স্থান

الرياض - المملكة العربية السعودية

জনগুলি

فـ ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ﴾ خطاب موجّه إلى النبي ﵊، لكن حكمه عامّ؛ لقوله: ﴿إِذَا طَلَّقْتُمُ﴾ فجعل الحكم عامًا لجميع الأمة. وما دل الدليل على خصوصه فمثل قوله تعالى: ﴿يس (١) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (٢) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ [يس: ١ - ٣] هذا خطاب خاصّ بالرسول ﵊ لا يَشْرَكُهُ غيره. وما كان محتملًا لهذا وهذا، فهو كثير ومنه هذه الآية ﴿وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ﴾. ﴿وَهَلْ أَتَاكَ﴾ مر علينا قريبًا الفرق بين أتاك وآتاك، ﴿نَبَأُ الْخَصْمِ﴾ نبأ بمعنى خبر، ولكنه لا يقال غالبًا إلا في الخبر الهام ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ﴾ [النبأ: ١ - ٢]. فهنا نبأ بمعنى خبر، لكنه في أمر هام، وقوله: ﴿الْخَصْمِ﴾ أي: المتخاصمين بدليل قوله: ﴿إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ﴾ فالخصم لفظه مفرد لكن معناه الجمع، وسمّي المتخاصمون خصمًا؛ لأن كل واحد منهما يريد أن يَخْصِمَ صاحبه، أي: أن يغلبه في الحجة، ويقطع حجته ﴿إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ﴾ قوله: إذ متعلقة ولا يصح أن تتعلق بـ ﴿أَتَاكَ﴾؛ لأن تسورهم للمحراب سابق ولا بـ (النبأ)؛ لأن تسورهم للمحراب أيضًا سابق، ولكنها تتعلق بشيء مقدر يدل عليه السياق، يعني اذكر إذ تسوروا المحراب. قال المؤلف: [محراب داود، أي: مسجده، حيثما مُنعوا الدخول عليه من الباب لِشَغَلِهِ بالعبادة ﴿تَسَوَّرُوا﴾ بمعنى دخلوا مع سوره لأن المكان مسور، لأنه بيت يتعبد فيه، فهو مسور وله أبواب، فجاؤوا ذات يوم -أي الخصم- فوجدوا الباب مغلقًا، والخصوم كما

1 / 98