Tafsir Al-Uthaymeen: Surah Fussilat
تفسير العثيمين: فصلت
প্রকাশক
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
সংস্করণ
الأولى
প্রকাশনার বছর
١٤٣٧ هـ
প্রকাশনার স্থান
المملكة العربية السعودية
জনগুলি
يَقولُ المُفسِّرُ ﵀: [﴿فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا﴾ عَنِ السُّجودِ للهِ وَحدَه ﴿فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ﴾ أي: فالمَلائِكةُ ﴿يُسَبِّحُونَ﴾ يُصَلُّون ﴿لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ﴾ لا يملون] يَعني: فإنِ استَكبَرَ هَؤلاءِ عَن عِبادَةِ اللهِ فللهِ عِبادٌ آخَرون، كما في قَولِهِ تَعالى: ﴿فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ﴾ [الأنعام: ٨٩].
ثُمَّ على فَرضِ أنَّه لا يُوجَدُ عابدٌ للهِ فإنَّ اللهَ تَعالى يَقولُ: ﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ﴾ [الزمر: ٧] ﴿وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: ٩٧] فهُنا شَيئانِ:
الشَّيءُ الأَوَّلُ: أن يَستكبِرَ طائفَةٌ مِن المَخلوقينَ عن عِبادَةِ اللهِ، فإنِ استَكبَروا فهُناكَ طائفَةٌ أُخرى تَعبُدُ اللهَ.
الثَّاني: أن يَستكْبِرَ الكُلُّ وهذا مُحالٌ حَسَبُ ما نَعلمُ، لكن على فَرضِ أنَّ جَميعَ المَخلوقاتِ استَكبَرَت عن عِبادَةِ اللهِ، فإنَّ اللهَ غَنِيٌّ عنهم، كُلُّ هذا أَفصَحَ اللهُ عنه: ﴿وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ ﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ﴾ ﴿فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ﴾، هذا إذا كَفَرَ بَعضٌ وآمَنَ بَعضٌ.
﴿فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ﴾ هذا إذا استكبَرَ بَعضٌ وذَلَّ بَعضٌ: ﴿فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾.
جُملَةُ ﴿فَالَّذِينَ﴾ هي جَوابُ الشَّرطِ وقُرِنت بالفاءِ؛ لأنَّ ما بَعدَها لا يَصِحُّ أن يَكونَ فِعلًا للشَّرطِ، وهذه قاعِدَةٌ: إذا كان جَوابُ الشَّرطِ لا يَستقيمُ أن يَكونَ فِعلًا للشَّرطِ وَجَبَ اقتِرانُه بالفاءِ كما قال ابنُ مالكٍ (^١):
واقرِنْ بفا حتمًا جَوابًا لو جُعِلَ ... شرطًا لـ (إن) أو غَيرِها لم يَنْجَعِلْ
(^١) الألفية (ص: ٥٨).
1 / 201