تفسير العثيمين: سبأ
تفسير العثيمين: سبأ
প্রকাশক
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
١٤٣٦ هـ
প্রকাশনার স্থান
المملكة العربية السعودية
জনগুলি
الذي يُتْلِف كلَّ ما مَرَّ عليه، والمعنى: أن الله ﷾ أَرسَل عليهم سَيْلًا عظيمًا، وذلك بفَساد السَّدِّ الذي جعَلوه بين هذا الجِبالِ.
وكان هذا السدُّ المَنيعُ تَجتَمِع فيه السُّيول وتَمَتَصُّها الأرض وتَخرُج في العُيون، فلمَّا تَصدَّع هذا السدُّ جرَتِ المِياهُ بغير تقدير، وذلك بقُدرةِ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَت فقال تعالى: ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ﴾.
وَيقول: ﴿وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ﴾ الجَنَّتان السابِقتان كُلُّها ثِمار طَيِّب يُؤكَل ويُنتَفَع به بالبيع والشراء وغيرِ ذلك، أمَّا البَدَل فيَقول ﷾: ﴿وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ﴾.
وقول المُفَسِّر ﵀: ﴿ذَوَاتَيْ﴾ [تَثْنِيَةُ ذَوَاتٍ، مُفْرَدٍ عَلَى الْأَصْلِ]، وهو في الأصل (ذات) المُفرَد، و(ذوات) للجَمْع، فثَنَّى الجَمْع وصارَت ﴿ذَوَاتَيْ أُكُلٍ﴾ ويُمكِن أن يُقال خِلافُ كلام المُفَسِّر ﵀؛ فيُقال: إن الأصل (ذات)، لكن لمَّا ثُنِّيَ عادت الواوُ فصارت (ذَواتَيْ)، ومَعنَى (ذَواتَيْ) أي: صاحِبَتَيْ؛ لأنَّ (ذات) بمَعنَى: صاحِبة، قال الله تعالى: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (١)﴾ [البروج: ١]، أي: صاحِبة البُروج.
وقوله تعالى: ﴿جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ﴾ قال المُفَسِّر ﵀: [مُرٌّ بَشِعٌ بِإِضَافَةِ أُكُلٍ بِمَعْنَى: مَأْكولٍ وَتَرْكِهَا، وَيُعْطَفُ عَلَيْهِ] ﴿وَأَثْلٍ﴾؛ يَعنِي أن فيها قِراءَتَيْن: ﴿ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ﴾ هذِي الإِضافةُ، وتَرْكُها: ﴿ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ﴾ أمَّا الإضافة واضِح، ﴿ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ﴾ يَعنِي أنها الأُكُل يُخمَط خَمطًا، وهو شَجَر الأراك؛ كما فسَّرَه بذلك ابنُ عباس (^١) ﵄، والأَراك هي مَساوِيك لها أَوراقٌ بَسيطة جِدًّا، وليست بذات اللذيذة؛ ولهذا يَقول المُفَسِّر ﵀: [مُرًّ بَشِعٍ] بدَل الفَواكه والخُضَر
(^١) أخرجه الطبري في تفسيره (١٩/ ٢٥٥).
1 / 134