105

Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma

تفسير العثيمين: جزء عم

প্রকাশক

دار الثريا للنشر والتوزيع

সংস্করণের সংখ্যা

الثانية

প্রকাশনার বছর

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

প্রকাশনার স্থান

الرياض

জনগুলি

وجل، كما بدأهم أول خلق، أي كما خرجوا من بطون أمهاتهم يخرجون من بطون الأرض، وأنت خرجت من بطن أمك حافيًا، عاريًا، أغرل إلا أن بعض الناس قد يخلق مختونًا لكن عامة الناس يخرجون من بطون أمهاتهم غرلًا كذلك تخرج من بطن الأرض يوم القيامة حافيًا ليس عليك نعال، عاريًا ليس عليك كساء، أغرل لست مختونًا، ولما حدّث النبي ﵊ بذلك قالت عائشة: يا رسول الله: الرجال والنساء جميعًا، ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال: «يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض» (^١)، الأمر شديد، كل إنسان لاهٍ بنفسه ﴿لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه﴾ [عبس: ٣٧] . والإنسان إذا تصور الناس في ذلك الوقت مجرد تصور فإنه يرتعب ويخاف، وإذا كان عاقلًا مؤمنًا عمل لهذا اليوم، ﴿وأذنت لربها وحقت﴾ أذنت يعني استمعت وأطاعت لربها وحقت فبعد أن كانت مدورة فيها المرتفع والنازل صارت كأنها جلد ممتدة امتدادًا واحدًا. ثم قال ﷿: ﴿يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحًا﴾ الكادح: هو الساعي بجد ونوع مشقة وقوله: ﴿إلى ربك﴾ يعني أنك تكدح كدحًا يوصلك إلى ربك، يعني أن منتهى كدحك مهما كنت ينتهي إلى الله، لأننا سنموت وإذا متنا رجعنا إلى الله ﷿، فمهما عملت فإن المنتهى هو الله ﷿ ﴿وأن إلى ربك المنتهى﴾ [النجم: ٤٢] . ولهذا قال: ﴿كادح إلى ربك كدحًا﴾ حتى العاصي كادح كادحًا غايته الله ﷿ ﴿إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم﴾ [الغاشية: ٢٥، ٢٦] . لكن الفرق بين المطيع والعاصي: أن المطيع يعمل عملًا يرضاه الله، ويصل به إلى مرضاة الله يوم القيامة، والعاصي

(^١) تقدم تخريجه ص (٦٨) ..

1 / 111