تفسير العثيمين: الزمر

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
43

تفسير العثيمين: الزمر

تفسير العثيمين: الزمر

প্রকাশক

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٣٦ هـ

প্রকাশনার স্থান

المملكة العربية السعودية

জনগুলি

نقول في الجواب عليه: الله أعلم، لا ندري، لكنه يجب أن نؤمِنَ بأن هناك سَبْعَ أَرَضينَ كما جاء ذلك في النُّصوص. وقوله ﵀: [﴿بِالْحَقِّ﴾ مُتَعَلِّقٌ بـ ﴿خَلَقَ﴾] يعني أن خلْقَه إياها بالحَقِّ؛ الحق أي: إنَّه خلقها حقًّا لا خالِقَ لها غيره. هذه واحدة. والثاني: ﴿بالْحَقِّ﴾ أي من أجل الحَقِّ لا باطلًا، كما قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [ص: ٢٧]، وقال ﷾: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (٣٨) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ [الدخان: ٣٨، ٣٩]. وصدق الله ﷿، فإن في خلق السَّمواتِ والأَرْضِ من الحق ما هو ظاهِرٌ، فبهما يُعْرَف الله ﷿ وتظهر آياته: آياتُه الكَوْنِيَّة وآياتُه الشَّرْعيَّة، وبهما يعيش الخَلْقُ، ولا يمكننا في هذا المجلس أن نَحْصُر ما في خلق السَّموات والأرض من الحَقِّ. ثم قال تعالى: ﴿يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ﴾ قال المُفَسِّر ﵀: [﴿يُكَوِّرُ﴾: يُدْخِلُ]، ولا شك أنَّ الله يُولِج اللَّيلَ في النَّهار ويُولِج النَّهار في اللَّيل كما في الآيات الأخرى، ولكن هل معنى التَّكوير هنا: الإيلاج؛ أنه يُدْخِل النَّهارَ على اللَّيل فيطولُ، ويُدْخِل النَّهارَ على اللَّيل فيطولُ؟ الجواب: ظاهِرُ اللَّفْظِ يأبى ذلك؛ لأنَّ الله تعالى قال: ﴿يُكَوِّرُ﴾ التكويرُ هو التَّدوير، ومنه: كَوْرُ العِمامَةِ؛ أي: لَيُّها، ليَّاتُها تُسمَّى: أَكْوارًا، فيُكَوِّر يعني يُديرُ اللَّيل على النَّهار، وهذا يُشْبِهُ قوله تعالى: ﴿يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا﴾ [الأعراف: ٥٤] وإذا كان هذا ظاهِرَ اللَّفْظ فإنَّ الواجِبَ أن نُجْرِي اللَّفْظَ على ظاهره؛ لأنَّه - أي الظاهر - هو الذي يتبادَرُ إلى ذهن السَّامِع. فإذا قال قائل: لماذا لا تجعلون الأمر - كما قال المُفَسِّر ﵀ من أجل أن

1 / 47