302

تفسير العثيمين: الزمر

تفسير العثيمين: الزمر

প্রকাশক

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٣٦ هـ

প্রকাশনার স্থান

المملكة العربية السعودية

জনগুলি

والثَّاني: ما نصَّ عليه بذاتِه وليسَ مِن الأسماءِ مِثل الاستِواء على العَرْش، فهذا نصَّ عليه، لكنه ليس من أسمائه، بل صِفَة، إِذْ إنه ليس من أسمائه ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾، ومِثْله الصُّنْع كما في قوله تعالى: ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [النمل: ٨٨]، ومثله الفِعْل كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾ [هود: ١٠٧] وما أَشبَهها.
الثالِث: ما يُخبَر به عنه، وإن لم يُذكَر في الكِتاب والسُّنَّة، لكن يُخبَر به عنه، فهذا أيضًا يَقول العلماءُ ﵏: يَنقَسِم إلى قِسْمين:
قِسْمٌ لا يَليق بالله تعالى فهذا لا يَجوز الخبَر به عنه.
وقِسْمٌ لا يُنافي كماله، فهذا لا بأسَ به؛ لأن باب الخبَر أَوْسَع من باب الإِنْشاء.
فمثَلًا: لو قال قائِل: إن الله تعالى مُريد.
قُلْنا: نعَمْ لك أن تَصِف الله تعالى به:
أوَّلًا: لأن الله تعالى وصَف نَفْسه بالإرادة في قوله تعالى: ﴿يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: ١٨٥]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا﴾ [يس: ٨٢].
وثانيًا: أن الإرادة وَصْف لا يُنافي كمالُه كمالَ الله ﷿.
فائِدة: العَجيب أن أكثَرَ ما يَستَنصِر به بعض الناس كلِمة (الله مَوْجود)، فإذا اعتَدى عليه أحَدٌ قال: الله مَوجود. ومثلها قولهم: (يا ساتِرُ)، و(الله مَوْجود)، فهذا ممَّا لا يُنصَر، لكن قولنا: (اللهُ حكَم عَدْل) هذا هو الذي يُنصَر، وإلَّا مثلًا لو قلتَ: السُّلْطان موجود. فهل يَنصُرُك؟
الجَوابُ: أنه قد يَنصُرك وقد لا يَنصُرك، فكلِمة مَوْجود لا تَعنِي النَّصر؛ ولذلك نحن نَقول لبعض الناس: انتَبِهْ لهذه الكلِمةِ لا تَقُلِ: (الله مَوْجود) قلِ: (الله حكَمٌ

1 / 306