تفسير العثيمين: الزمر
تفسير العثيمين: الزمر
প্রকাশক
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
١٤٣٦ هـ
প্রকাশনার স্থান
المملكة العربية السعودية
জনগুলি
يقول أهل العلم: الإسلامُ إذا قُرِنَ بالإيمان فُسِّرَ الإسلامُ بالأَعْمال الظاهرة، والإيمانُ بالأَعْمال الباطِنَة، قالوا: ومن ذلك: حديثُ جِبْريلَ لما سألَ النَّبِي ﷺ عن الإسلام؛ قال: "أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ"، ولما سأله عن الإيمانِ، قال: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ؛ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ" (١).
أمَّا إذا أُفْرِدَ أَحَدُهُما فإنه يَشْمَل الآخَر؛ فالإسلام إذا ذُكِرَ وحده شَمِلَ جَميعَ الشَّرائع، ومنه: الإيمانُ، والإيمان إذا ذُكِرَ وَحْدَه شَمِلَ جَميعَ الشرائِع، ومنه: الإسلامُ.
ويقول المُفَسِّر ﵀ هنا: [﴿وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ﴾ من هذه الأمَّة]؛ وقيَّد الآيةَ مع أنَّها مطلقة؛ لأنَّه ﵀ فَهِمَ أنَّ الأَوَّلِيَّة هنا أَوَّلِيَّة الزَّمَن، وإذا كانت أوَّلِيَّة الزَّمَن فإنه لا يَصِحُّ أن يكون النَّبِي ﷺ أوَّلَ المسلمين؛ لأنَّ قَبْله أُمَمًا مُسْلِمَةً كثيرة، فكان لا بدَّ أن نُقَيِّد هذا بأَوَّلِ المسلمينَ من هذه الأُمَّة؛ ومنه قوله تعالى في سورة الأنعام: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: ١٦٢، ١٦٣]؛ فعلى ما مشى عليه المُفَسِّر ﵀ من الفَهْم نقول: وأنا أوَّلُ المسلمين من هذه الأُمَّة.
وهناك احتمالٌ آخرُ: أنَّ الأوَّليَّة هنا أوَّليَّة الصِّفَة؛ يعني أنني أَسْبَقُ المسلمينَ من حيثُ التَّقَدُّم إلى الإسلام، كما تقول مثلًا لمن يُخاطِبُك: إنْ كان هذا الذي قُلْتَه حقًّا فأنا أوَّلُ من يساهم؛ مثلًا: لو قال إنه فَتَحَ مَشْروعًا في البلد خَيْرِيًّا، فقلتَ: إذا كان حقًّا فأنا أوَّلُ من يساهم؛ يعني أول من حيث الانقياد والصِّفَة؛ هذا احْتِمالٌ، وإذا كان هذا المعنى في الآيَةِ الكريمة فإنَّنا لا نحتاج إلى القَيْدِ الذي قاله المُفَسِّر ﵀؛
(١) أخرجه مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام، رقم (٨)، من حديث عمر ﵁.
1 / 126