243

Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

تفسير العثيمين: الصافات

প্রকাশক

دار الثريا للنشر والتوزيع

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

প্রকাশনার স্থান

الرياض - المملكة العربية السعودية

জনগুলি

أفاد المؤلف ﵀ أن الترك هنا بمعنى الإبقاء، وأن مفعوله محذوف تقديره ثناءً حسنًا، وهذا أحد القولين في المسألة.
والقول الثاني: إن المفعول لتركنا هو قوله: ﴿سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ يعني أن الله ترك عليه في الآخرين السلام، أي أن يسلم من الثناء القبيح، ورجح هذا ابن القيم ﵀ في كتابه: "جلاء الأفهام" وقال: إن مفعول تركنا هو الجملة في قوله: ﴿سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ ولهذا يثنى عليه إلى يوم القيامة، ويقال: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد". كما يقرأ في القرآن الكريم صفاته التي يثنى بها عليه.
وقوله: ﴿سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ السلام يعني السلامة من النقائص والعيوب التي تعتري البشر، ومن الثناء القبيح الواقع عليه من غيرهم، ولهذا إبراهيم ﵊ كان الناس كلهم يفخرون بالانتساب إليه حتى اليهود قالوا نحن على ملة إبراهيم، والنصارى قالوا نحن على ملة إبراهيم.
قال الله تعالى: ﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٦٧)﴾ [آل عمران: ٦٧].
﴿كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ تقدم الكلام عليها.
﴿إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ﴾ الجملة هذه استئنافية يقصد بها الثناء على إبراهيم بغاية ما يثنى به وهو الإيمان والعبودية. فالعبودية في قوله: ﴿إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا﴾، والعبودية هنا العبودية

1 / 246