191

Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

تفسير العثيمين: الصافات

প্রকাশক

دار الثريا للنشر والتوزيع

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

প্রকাশনার স্থান

الرياض - المملكة العربية السعودية

জনগুলি

عدو لله تبرأ منه، ومحاورته بينه وبين أبيه في سورة مريم واضحة كيف كان يخاطبه بالرفق واللين، ولكن ذلك يخاطبه بالشدة والعنف، ﴿لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي﴾ [مريم: ٤٦] أي: دعني واتركني ﴿مَلِيًّا﴾ أي زمنًا طويلًا.
﴿مَاذَا تَعْبُدُونَ (٨٥)﴾ أن هذه الجملة استفهامية، ولكن هل (ذا) ملغاة، أو اسم موصول؟ يجوز الوجهان، فإن جعلناها اسمًا موصولًا أعربنا "ما": مبتدأ، و"ذا" خبره، وجعلنا العائد محذوفًا، والتقدير: ما الذي تعبدونه.
وإن جعلناها ملغاة فإننا نعرب "ماذا" جميعًا، ونقول: "ماذا" اسم استفهام، مفعول مقدم لتعبدون، أو نقول "ما" اسم استفهام مقدم لتعبدوه و(ذا) لا محل لها من الإعراب، حرف أو بمنزلة الحرف، ليس لها محل من الإعراب، والمعنى أنَّه أنكر عليهم وقال: ما الذي تعبدون؟ هل تعبدون إلهًا حقًّا أو تعبدون إلهًا باطلًا ﴿أَئِفْكًا﴾ قال المؤلف ﵀[في همزتيه ما تقدم] وهو التحقيق، وتسهيل الثَّانية، وإدخال الفاء بينهما في التحقيق والتسهيل، فتكون القراءات أربعًا.
يقول: قال المؤلف: [إفكا مفعول له، وآلهة مفعول به لتريدون. والإفك أسوأ الكذب أي تعبدون غير الله].
المؤلف ﵀ أعرب لنا هذه الجملة فقال: إن "إفكًا" مفعول له أي مفعول لأجله، وأن قوله "آلهة" مفعول لتريدون، و"دون الله" صفة لآلهة والاستفهام في قوله: ﴿أَئِفْكًا آلِهَةً﴾ كالذي قبله، يعني أتريدون آلهة غير الله من أجل الإفك

1 / 194