Tafsir al-Uthaymeen: Al-Imran

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
52

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Imran

تفسير العثيمين: آل عمران

প্রকাশক

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

সংস্করণের সংখ্যা

الثالثة

প্রকাশনার বছর

١٤٣٥ هـ

প্রকাশনার স্থান

المملكة العربية السعودية

জনগুলি

وقوله تعالى: ﴿إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾: الجملة هنا استئنافية للتعليل والتوسل. يعني إننا إنما طلبنا منك هبة الرحمة لأنك أنت الوهاب، وأُتي بالضمير (أنت) ويسمى ضمير الفصل لثلاث فوائد: ١ - الفصل بين الصفة والخبر. ٢ - التوكيد. ٣ - الحصر. و﴿الْوَهَّابُ﴾ يعني الكثير العطاء، وهذه صفة لازمة له، والذين يعطيهم الله كثيرون لا يحصون. قال النبي ﷺ: "يد الله ملأى، سحَّاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض، فإنه لم يَغِضْ ما في يمينه" (^١). وقال الله تعالى في الحديث القدسي: "يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنَّكم، قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلَّا كما ينقص المخيط إذا غُمس في البحر" (^٢). وهذا لا ينقص البحر شيئًا! فالله ﷿ لا يحصي أحد هباته أبدًا حتَّى بالنسبة لك أنت بنفسك لا تحصي هبات الله لك، قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [إبراهيم: ٣٤].

(^١) أخرجه البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾، رقم (٧٤١١). ومسلم، كتاب الزكاة، باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف، رقم (٩٩٣). (^٢) أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة، باب تحريم الظلم، رقم (٦٥٧٢).

1 / 54