Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Hujurat - Al-Hadid

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
54

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Hujurat - Al-Hadid

تفسير العثيمين: الحجرات - الحديد

প্রকাশক

دار الثريا للنشر والتوزيع

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

প্রকাশনার স্থান

الرياض

জনগুলি

والآخرة، ﴿ألآ إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون﴾ . وما أكثر ما ترد على أسماعنا كلمة التقوى، وليس لفظًا يجري على الألسن ويمر بالآذان بل يجب أن يكون لفظًا عظيمًا موقرًا معظمًا محترمًا، ويفوت الإنسان من التقوى بقدر ما خالف فيه أمر الله تعالى ورسوله ﷺ، فإذا رأينا مثلًا إنسانًا يتقدم إلى المسجد ويصلي مع الجماعة ويخشع في صلاته، ويؤديها بكل طمأنينة، وآخر بالعكس يصلي في بيته ويقتصر فيها على الواجب، فالأول أتقى، إذن فهو أكرم عند الله حتى لو كان مولى من الموالي، والآخر من أرفع الناس نسبًا، فإن الأتقى لله هو الأكرم عند الله ﷿ وكل إنسان يحب أن يحظى عند السلطان في الدنيا، ويكون أقرب الناس إليه، فكيف لا نحب أن نكون أقرب الناس إلى الله، وأكرمهم عنده؟! المسألة هوى وشيطان، وإلا لكان الأمر واضحًا، فعليك بتقوى الله ﷿ لتنال الكرم عند الله، ﴿إن الله عليم خبير﴾ بكل شيء، لأنه هنا مطلق، ولم يقيد بحال من الأحوال، ﴿خبير﴾ الخبرة هي العلم ببواطن الأمور، والعلم بالظواهر لا شك أنه صفة مدح وكمال، لكن العلم بالبواطن أبلغ، فيكون عليم بالظواهر، وخبير بالبواطن، فإذا اجتمع العلم والخبرة صار هذا أبلغ في الإحاطة، وقد يقال إن الخبرة لها معنى زائد عن العلم، لأن الخبير عند الناس هو العليم بالشيء الحاذق فيه، بخلاف الإنسان الذي عنده علم فقط، ولكن ليس عنده حذق، فإنه لا يسمى خبيرًا، فعلى هذا يكون الخبير متضمنًا لمعنى زائد على العلم، ثم قال الله تعالى:

1 / 59