Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Hujurat - Al-Hadid

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
50

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Hujurat - Al-Hadid

تفسير العثيمين: الحجرات - الحديد

প্রকাশক

دار الثريا للنشر والتوزيع

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

প্রকাশনার স্থান

الرياض

জনগুলি

فيأتي الرجل إلى صديقه ويقول: فلان قال في كذا، يريد أن يخفف ما في قلبه من الألم والحسرة، أو يتكلم في ذلك مع أولاده، أو مع أهله، أو مع زوجته أو ما أشبه ذلك، هذا لا بأس به؛ لأن الظالم ليس له حرمة بالنسبة للمظلوم. ﴿أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه واتقوا الله﴾ التقوى يكثر الأمر بها في القرآن الكريم، وكذلك في السنة، فما هي التقوى التي يكثر ورودها في كتاب الله وعلى لسان رسول الله ﵌؟ إنها كلمة عظيمة، إنها تعني الوقاية من عذاب الله، وتكون الوقاية من عذاب الله بأمرين: الأمر الأول: امتثال أوامر الله ﷿ بأن يقول القائل إذا سمع أمر الله ﴿سمعنا وأطعنا﴾ فإن هذا هو قول المؤمنين، قال الله تعالى: ﴿إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا﴾ ولا تقل: ما الفرق بين كذا وكذا؟ يعني: لماذا يأمر الله بكذا ولا يأمر بكذا، فمثلًا في لحوم الإبل أمر النبي ﷺ أن نتوضأ من لحومها (^١)، ولهذا كان أكل لحوم الإبل ناقض للوضوء على القول الراجح من أقوال العلماء، فلا تقل: لماذا يأمرنا بالوضوء من أكل لحم الإبل، ولا يأمرنا بالوضوء من أكل لحم البقر؟ مع أن كل منهما يسمى بدنة، ولا تقل: لماذا تؤمر الحائض بقضاء شهر الصوم ولا تؤمر بقضاء الصلاة، على سبيل التشكيك، ولكن قل: سمعنا وأطعنا. الأمر الثاني: اجتناب ما نهى الله عنه، فإذا نهى الله عن شيء

(^١) أخرجه مسلم، كتاب الحيض، باب الوضوء من لحوم الإبل (٣٦٠) .

1 / 55