138

تفسير العثيمين: الأنعام

تفسير العثيمين: الأنعام

প্রকাশক

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

প্রকাশনার স্থান

المملكة العربية السعودية

জনগুলি

قوله: ﴿وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ﴾ (إن) هنا بمعنى (ما)، أي: ما يهلكون إلا أنفسهم وكما في آية أخرى ﴿وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ﴾ [النساء: ١١٣] فمجادلتهم ونهيهم الناس لا يضر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - شيئًا، وإنما هو هلاك أنفسهم.
فإن قيل: هل المراد هنا الهلاك الحسي أو المعنوي؟
فالجواب: المراد الهلاك المعنوي؛ لأن هذا الكافر المجادل لا يموت بجداله، بل يبقى، لكنه حقيقة من الناحية المعنوية قد هلك.
قوله: ﴿وَمَا يَشْعُرُونَ﴾، أي: ما يشعر هؤلاء أنهم بهذا النهي عما جاء به الرسول ﷺ، والبعد عنه لا يشعرون أنهم بذلك أهلكوا أنفسهم، ولذلك تجدهم يفتخرون بما هم عليه من الكفر، حتى إن أبا سفيان قال في يوم أحد: (اعل هبل، اعل هبل)، يفتخر بالصنم الذي يعبده، ويقول: إنه علا على محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، فقال لهم النبي ﷺ: "أجيبوه"، قالوا بماذا نجيبه؟ قال: "قولوا الله أعلى وأجل" (^١)، فالشاهد أن هؤلاء الكفار المجادلين لا يشعرون أنهم على ضلال - نسأل الله العافية - وهذا غاية ما يكون من الابتلاء، أن يرى الإنسان أنه على حق مع أنه على باطل، وكان من دعاء النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبسًا علينا فنضل" (^٢).

(^١) أخرجه البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب: ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب، رقم (٣٠٣٩).
(^٢) رواه البخاري، كتاب المغازي، باب: غزوة أُحد (٤٠٤٣).

1 / 142