Tafsir al-Quran al-Karim - Al-Luhaimid - From Al-Fatiha to Al-Nisa
تفسير القرآن الكريم - اللهيميد - من الفاتحة إلى النساء
জনগুলি
(فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا) أي: فإن لم تقدروا على الإتيان بسورة بمثل سورة من سوره.
(وَلَنْ تَفْعَلُوا) أي: ولن تقدروا في المستقبل أيضًا على الإتيان بمثله و(لن) هنا للتأبيد.
وفي هذا معجزة أخرى، وهو أنه أخبر خبرًا جازمًا قاطعًا، غير خائف ولا مشفق، أن هذا القرآن لا يعارض بمثله أبد الآبدين ودهر الداهرين، وكذلك وقع الأمر، لم يعارض من لدنه إلى زماننا هذا ولا يمكن.
(فَاتَّقُوا النَّارَ) أي فخافوا النار واتقوها واحذروها، واجعلوا بينكم وبين عذابها وقاية، والوقاية من النار تكون بالإيمان بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر.
وقد أمر الله باتقائها في آيات كثيرة:
فقال تعالى (وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ).
وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ).
وقال تعالى (فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى).
وقال تعالى (وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ. إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ. نذيرًا للبشر) قال الحسن البصري: والله ما أُنذر العباد بشيء قط أدهى منها.
وقال ﷺ (اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة) متفق عليه.
واتقاء النار يكون: بفعل أوامر الله واجتناب نواهيه.
• قوله تعالى (فاتقوا النار) ينبغي على المسلم أن يحذر من النار وأن يتقيها كما أمر الله ﷿.
فقد أمر الله باتقائها كما في هذه الآية.
وأمر ﷺ بالاستعاذة منها. كما قال ﷺ (استعيذوا بالله من عذاب جهنم) متفق عليه.
وكان ﷺ يقول في صلاته (اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم) متفق عليه.
ومن صفات عباد الله الخوف منها، كما قال تعالى (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا).
• ينبغي تهديد أهل الكفر والطغيان بالنار وتخويفهم بها كما قال تعالى (فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى. لا يَصْلاهَا إِلَّا الْأَشْقَى).
1 / 107