163

تفسير أحمد حطيبة

تفسير أحمد حطيبة

জনগুলি

موقف المؤمنين يوم القيامة وسجودهم لربهم قال ﷺ: (ويبقى أهل الإسلام جثومًا فيتمثل لهم الرب ﷿ فيقول لهم: ما لكم لم تنطلقوا كما انطلق الناس؟!)، أي: يأتيهم الله ﷿ في صورة غير الصورة التي يعرفون، والله يفعل ما يشاء ﵎، وهذا من الغيب الذي نؤمن به كما قال النبي صلوات الله وسلامه عليه. قال: (فيقولون: إن لنا ربًا ما رأيناه بعد، فيقول: فبم تعرفون ربكم إن رأيتموه؟ قالوا: بيننا وبينه علامة إن رأيناه عرفناه) والعلامة هي التي جاءت في الآية: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ﴾ [القلم:٤٢]، فالعلامة أن يكشف عن ساق. (قال: وما هي؟ قالوا: يكشف عن ساق. فيكشف عند ذلك فيخر كل من كان يسجد طائعًا ساجدًا)، أي: المؤمنون الذين كانوا يصلون لله ﷿ يسجدون مختارين راغبين راهبين لرب العالمين، فيخرون سجدًا لله ويوفقهم الله ﷿ ويعينهم على ذلك، نسأل الله ﷿ أن يجعلنا منهم. قال: (ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون)، أي: تصير ظهورهم كأذناب البقر يريدون أن يسجدوا فلا يستطيعون السجود،؛ لأن ظهورهم تصبح طبقة واحدة، وهؤلاء هم المنافقون. قال: (ثم يؤمرون فيرفعون رءوسهم -أي: المؤمنون- فيعطون نورهم على قدر أعمالهم)، أي: بعد أن سجدوا لله ﷿ يعطون النور، ويعطى كل أحد من المسلمين نورًا بقدر عمله. قال ﷺ: (فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه، ومنهم من يعطى نوره فوق ذلك، ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه، ومنهم من يعطى نوره دون ذلك بيمينه، حتى يكون آخر ذلك من يعطى نوره على إبهام قدميه يضيء مرة ويطفأ مرة، فإذا أضاء قدم قدمه، وإذا طفئ قام). فيعطون النور يوم القيامة حتى يمروا في ظلماتها، وحتى يمروا فوق الصراط على ظهر جهنم إلى الجنة.

14 / 10