378

111

قوله : { ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا } قال الحسن وغيره : هذا حين قالوا ابعث لنا موتانا نسألهم أحق ما تقول أم باطل ، لقولهم : { لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا } [ الفرقان : 21 ] ولقولهم : { أو تأتي بالله والملائكة قبيلا } [ الإسراء : 92 ] ؛ يقول : لو فعلنا هذا بهم حتى يروه عيانا { ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون } أي لا يعلمون : كقوله : { ولكن أكثرهم لا يعلمون } [ الأنعام : 37 ] يقول : أي جماعتهم . يعني من ثبت منهم على الكفر .

قوله : { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا } قال مجاهد : تزيين الباطل بالألسنة . وقال الحسن : جعل الله أعداء الأنبياء شياطين الإنس والجن ، وهم المشركون : { يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا } وهو ما توحي الشياطين إلى بني آدم وتوسوس إليهم مما يغرونهم به .

{ ولو شاء ربك ما فعلوه } أي لو شاء الله ما أوحى الشياطين إلى الأنس . { فذرهم وما يفترون } ثم أوحى بقتالهم بعد . قال بعضهم : كل شيء في القرآن : ذر ، وذرهم فهو منسوخ نسخه القتال .

قال الكلبي : بلغنا أن إبليس بعث جنوده فريقين ، فبعث فريقا إلى الإنس وفريقا إلى الجن ، فإذا التقوا أعلم هؤلاء هؤلاء ، وأعلم هؤلاء هؤلاء ما يقولون؛ فذلك قوله : { زخرف القول غرورا } ، وكل ذلك عداوة من إبليس وجنوده لأنبياء الله وأتباعهم .

ذكروا أن أبا ذر قام إلى الصلاة فقال رسول الله A : « يا أبا ذر ، تعوذ بالله من شياطين الإنس والجن » ؛ فقال : يا رسول الله أوللإنس شياطين كشياطين الجن؟ فقال : « نعم » .

ذكر بعضهم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : توشك الشياطين أن تجالس الناس في مجالسهم وتفتنهم في الدين .

ذكروا عن عبد الله بن عمر أنه قال : إن شياطين أوثقها سليمان بن داود فألقاها من وراء البحر توشك أن تظهر حتى تقرىء الناس القرآن .

ذكروا أن أبا موسى الأشعري قال : سمعت رسول الله A يقول : « إن إبليس اتخذ عريشا على البحر ، فإذا أصبح ندب جنوده فقال : أيكم فتن اليوم مسلما ألبسه التاج . قال : فيجيء أحدهم فيقول : لم أزل اليوم برجل حتى سب آخر ، فيقول : سوف يصطلحان . ثم يجيء آخر فيقول : لم أزل اليوم برجل حتى عق والديه . فيقول : سوف يبرهما . ثم يجيء آخر فيقول : لم أزل اليوم برجل حتى زنى . فيقول : أنت . ثم يجيء آخر فيقول : لم أزل اليوم برجل حتى سرق . فيقول : أنت . ثم يجيء آخر فيقول : لم أزل اليوم برجل حتى شرب الخمر . فيقول : أنت . قال بعضهم : فأعظمهم عنده منزلة أعظمهم فتنة . قال بعضهم : بلغنا أن جهنم موضع البحر » .

পৃষ্ঠা ৩৭৮