134
قوله : { من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة } أي : فعنده ثواب الآخرة لمن أراد الآخرة { وكان الله سميعا بصيرا } وهو كقوله : { من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا } [ الإسراء : 18-19 ] .
قوله : { يا أيها الذين ءامنوا كونوا قوامين بالقسط } أي بالعدل { شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما } في الشهادة إذا كانت عنده . يقول : اشهدوا على أنفسكم ، أي على أبنائكم وآبائكم وأمهاتكم وقرابتكم ، أغنياء كانوا أو فقراء . وهو قوله : { إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما } أي أولى بغناه وفقره .
وقال بعضهم : لا يمنعكم غنى غني ، ولا فقر فقير أن تشهدوا عليه بما تعلمون ، قال : الله أعلم بغناهم وفقرهم .
قوله : { فلا تتبعوا الهوى } فتدعوا الشهادة { أن تعدلوا } فتقيموا الشهادة { وإن تلووا } بألسنتكم ، أي تلجلجوا فتحرفوا الشهادة { أو تعرضوا } فلا تشهدوا بها . وقال مجاهد : إن تلووا ، أي تبدلوا الشهادة ، أو تعرضوا ، أي تكتموها { فإن الله كان بما تعملون خبيرا } .
قوله : { يا أيها الذين ءامنوا ءامنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل } قال الكلبي : يعني من آمن من أهل الكتاب ، فإنهم قالوا عن إسلامهم : أنؤمن بكتاب محمد ونكفر بما سواه؛ فقال الله : بل آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل . { ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا } .
পৃষ্ঠা ২৭৫