96

তাফসির ইবন বাদিস

تفسير ابن باديس ((في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير)).

তদারক

علق عليه وخرج آياته وأحاديثه أحمد شمس الدين.

প্রকাশক

دار الكتب العلمية بيروت

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤١٦هـ - ١٩٩٥م.

প্রকাশনার স্থান

لبنان.

জনগুলি

(والعلم)، إدراك جازم مطابق للواقع عن بينة، سواء أكانت تلك البينة حسًاّ ومشاهدة، أو كانت برهانًا عقليًا: كدلالة الأثر على المؤثر، والصنعة على الصانع. فإذا لم تبلغ البينة بالإدراك رتبة الجزم فهو ظن. هذا هو الأصل. ويطلق العلم أيضًا على ما يكاد يقارب الجزم ويضعف فيه احتمال النقيض جدًا. كما قال تعالى عن إخوة يوسف ﵇: ﴿وما شهدنا إلاّ بما علمنا وما كنا للغيب حافظين﴾ [يوسف: ٨٣]. فسمى القرآن إدراكهم لما شاهدوا علمًا؛ لأنه إدراك كاد يبلغ الجزم لانبنائه على ظاهر الحال، وإن كان ثم احتمال خلافه في الباطن، لأنه احتمال ضعيف بالنسبة لما شاهدوه. (والسمع): القوة التي تدرك بها الأصوات بآلة الأذن. (والبصر): القوة التي تدرك بها الأشخاص والألوان بآلة العين. وقدم السمع على البصر، لأن به إدراك العلوم وتعلم النطق، فلا يقرأ ولا يكتب إلاّ من كان ذا سمع وقتًا من حياته. (والفؤاد): القلب، والمراد به هنا العقل من حيث اعتقاده لشيء ما. وإطلاق لفظ الفؤاد والقلب على العقل مجاز مشهور. وكان تفيد ثبوت خبرها لاسمها، وكونها على صورة الماضي لا يدل على انقضاء ذلك الارتباط. ومثل هذا التركيب يفيد في استعمال استحقاق الإسم للخير؛ فالجوارح مستحقة للسؤال، ويكون ذلك بالفعل يوم القيامة. (والمسؤول): الموجه إليه السؤال ليجيب. (وأولئك): إشارة إلى هذه الثلاثة (١). وضمير كان عائد على كل، وضمير (عنه) عائد على ما، وضمير مسؤولًا عائد على ما عاد عليه ضمير كان. والتقدير: كل واحد من هذه الثلاثة: السمع، والبصر، والفؤاد، كان مسؤولًا عما ليس لك به علم.

=من قصيدة مضمومة الروي مطلعها: أَلاَ أَيُّهَا الْقَلْبُ الطَّرُوبُ الْمُكَلَّفُ ... أَفِقْ رُبَّمَا يَنْأَى هَوَاكَ وَيُسْعَفُ والكاشح: العدو المبغض. ويتقوّف: يتتغ الأثر. (١) قال الطبري في تفسيره (٨/ ٨١): "وقال أولئك ولم يقل تلك، كما قال الشاعر: ذُمَّ الْمَنَازِلَ بَعْدَ مَنْزِلَةِ اللِّوَى ... وَالْعَيْشَ بَعْدَ أُولَئِكَ الْأَيَّامِ وإنما قيل أولئك؛ لأن أولئك وهؤلاء للجمع القليل الذي يقع للتذكير والتأنيث، وهذه وتلك للجمع الكثير، فالتذكير للقليل من باب أن كان التذكير في الأسماء قبل التأنيث، لك التذكير للجمع الأول والتأنيث للجمع الثاني وهو الجمع الكثير، لأن العرب تجعل الجمع على مثال الأسماء".

1 / 100