82

তাফসির ইবন বাদিস

تفسير ابن باديس ((في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير)).

তদারক

علق عليه وخرج آياته وأحاديثه أحمد شمس الدين.

প্রকাশক

دار الكتب العلمية بيروت

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤١٦هـ - ١٩٩٥م.

প্রকাশনার স্থান

لبنان.

জনগুলি

البخيل أيضًا مبغوض من الناس مخذول منهم، فلا يجد في ملماته معينًا، ولا في نوائبه معزيًا، فهو أيضًا ضعيف الجانب لا قوة له. فالمسرف ضيع المال، والبخيل ضيع الإخوان، فكلاهما مكسور الظهر، عديم الظهير. ... والمخاطب بهذا الخطاب إما مفرد غير معيّن؛ فيشمل جميع المكلفين غير النبي- ﵌ لأنه كان يأخذ لعياله قوت سنتهم حين أفاء الله عليه النضير، وفدك، وخيبر (١)، ثم يصرف ما بقي في الحاجات حتى يأتي أثناء الحول، وليس عنده شيء، ولا كان ملومًا ولا محسورًا، بل كان على ذلك صبارًا شكورًا مشكورًا. وإما هو (٢) النبي- ﵌ والمراد أمته؛ وعادة العرب أن تخاطب سيد القوم، تريد القوم، وتعبر بالمتبوع عن أتباعه. ونظير هذه الآية في ذلك: ﴿فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ﴾ [يونس: ٩٤]، و﴿لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ﴾ [الزمر: ٦٥]. فالنبي- ﵌ غير داخل في هذا الخطاب بإجماع. وقد تقدم قوله تعالى: ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ﴾ يعني الوالدين، وكان والداه عليهما الرحمة قد توفيا، فلم يدخلا في الخطاب قطعًا فكذلك هنا. ... قال الإمام ابن العربي في تعليل عدم دخوله- ﵌ في هذا الخطاب: لما هو عليه من الخلال، والجلال، وشرف المنزلة، وقوة النفس على الوظائف، وعظيم العزم على المقاصد. فاما سائر الناس: فالخطاب عليهم وارد، والأمر والنهي- كما تقدم- إليهم متوجه. إلاّ أفرادًا أُخرجوا من ذلك بكمال صفاتهم، وعظيم أنفسهم، منهم أبو بكر الصديق؛ خرج عن جميع ما يملك للنبي ﵌ فقبله منه الله سبحانه، وأشار على أبي لبابة وكعب بالثلث من جميع ما لهم؛ لنقصهم عن هذه المرتبة في أحوالهم.

(١) النضير وفدك وخيبر غزوات وسرايا كان النصر فيها للمسلمين، وكان من نتائجها الجزية أو الخراج. وقد أفاد الله تعالى على نبيه الكريم ﷺ هذه الثلاثة؟ روى ابن سعد في كتابه الطبقات الكبرى (١/ ٣٩٠) عن عمر بن الخطاب قال: كان لرسول الله ﷺ ثلاث صفايا: فكانت بنو النضير حبسا لنوائبه، وكانت فدك لابن السبيل، وكانت خيبر. فكان الخمس قد جزأه ثلاثة أجزاء، فجزءان للمسلمين وجزء كان ينفق منه على أهله، فإن فضل منه فضل رده على فقراء المهاجرين. (٢) معطوف على قوله في بداية الفقرة السابقة: «والمخاطب بهذا الخطاب .. الخ». أي: وإما هو المخاطب بهذا الخطاب.

1 / 86