وَلَيْسَ هَذَا مِنْ تَفْسِيرِ الْحَسَنِ.
وَفِي الآخِرَةِ النَّارُ.
قَالَ: ﴿لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى﴾ [طه: ١٢٩] وَقَالَ قَتَادَةُ: ﴿وَأَجَلٌ مُسَمًّى﴾ [طه: ١٢٩] السَّاعَةُ.
وَهَذَا مِنْ تَقْدِيمِ الْكَلامِ.
يَقُولُ: وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ وَأَجَلٌّ مُسَمًّى لَكَانَ لِزَامًا.
قَالَ يَحْيَى: وَلِذَلِكَ ارْتَفَعَ الأَجَلُ وَالْكَلِمَةُ أَيْ: إِذًا لأَهْلَكْنَاهُمْ بِجُحُودِهِمْ جَمِيعًا مَا جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ.
وَقَدْ كَانَ اللِّزَامُ خَاصَّةً فِيمَنْ أَهْلَكَ اللَّهُ يَوْمَ بَدْرٍ فِي قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ.
- نا عُثْمَانُ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ لِكَعْبٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ وَغَابَتْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ» .
فَقَالَ كَعْبٌ: نَعَمْ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ يَوْمَ الأَحَدِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْجُمُعَةِ، فَخَلَقَ آدَمَ آخِرَ سَاعَاتِ النَّهَارِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
فَلَمَّا اسْتَوَى عَطَسَ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَقَالَ اللَّهُ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَهِيَ الآيَةُ: ﴿وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى﴾ [طه: ١٢٩]
- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: كَانَ اللِّزَامُ يَوْمَ بَدْرٍ.
وَقَالَ الْحَسَنُ فِي تَفْسِيرِ عَمْرٍو: وَهُوَ هَلاكُ آخِرِ كُفَّارِ هَذِهِ الأُمَّةِ بِالنَّفْخَةِ الأُولَى الدَّائِنِينَ بِدِينِ أَبِي جَهْلٍ وَأَصْحَابِهِ.
قَوْلُهُ: ﴿فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ﴾ [طه: ١٣٠] مِنْ قَوْلِهِمْ لَكَ: إِنَّكَ سَاحِرٌ، وَإِنَّكَ شَاعِرٌ، وَإِنَّكَ مَجْنُونٌ، وَإِنَّكَ كَاذِبٌ، وَإِنَّكَ كَاهِنٌ.