295

তাফসীর আতফিশ

تفسير اطفيش

জনগুলি

245

{ من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا } يعامل الله بأعماله الصالحة ، من إنفاق ماله فى الجهاد ، وأنواع الأجر ، واستعمال نفسه فى ذلك فرضا أو نفلا وسائر الأعمال الصالحة ولو غير الجهاد أيضا ، ويدخل الجهاد أولا ، وعن عمر أداء الجهاد والإنفاق فيه معاملة من يقرض محتاجا ، فإن الله يثيبه بالجنة الدائمة على ذلك كما يرد إليه المستقرض مثل ما أقرض ، والله غنى ، وفى البخارى ومسلم من الحديث القدسى « يا ابن آدم ، مرضت فلم تعدنى ، واستطمعتك فلم تطعمنى واستسقيتك فلم تسقنى ، قال : يا رب ، كيف تمرض وكيف أطعمك وأسقيك وأنت رب العالمين قال : مرض عبدى فلان فلم تعده ، واستسقاك فلم تسقه ، استطعمك فلم تطعمه ، أما إنك لو فعلت ذلك لوجدته عندى » وحسن القرض أن يكون بإخلاص وطيب نفس ومن حلال غير ردىء ، والقرض اسم مصدر ليقرض ، أى إقراضا ، أو مالا فيكون مفعولا به ليقرض { فيضعفه } يكثر جزاءه كما ، ويعظمه كيفا ، والمفاعلة مبالغة { له أضعافا كثيرة } لا يعلمها إلا الله : الواحدة بعشر أو أكثر إلى سبعمائة وأكثر ، قيل عن أبى هريرة ، إن الله تعالى ليكتب لعبده المؤن بالحسنة الواحدة ألف ألف حسنة ، فحج أبو عثمان الهندى ليسمع هذا عن أبى هريرة فلقيه : فقال : لم يحفظ الراوى ، وإنما قلت ألفى ألف حسنة ، والله قد سمعته من رسول الله A ، وأضعافا جمع ضعف ، والضعف بمعنى إضعاف بكسر الهمزة ، أو مضاعفة مفعول مطلق ، والمصدر واسمه يصلحان للكثير من الإفراد ، ولكن جمع للدلالة على الأنواع ، أو بمعنى نفس القسم حال من الهاء ، أو مفعول ثان ، لأن المعنى يصيره أقساما كثيرة { والله يقبض } يضيق الرزق على من يشاء ، قدم القبض تسليمة للفقراء بأنه يعقبه البسط كما قال { ويبصط } الرزق لمن يشاء؛ وكل ذلك حكمة؛ فلا تبخلوا بما أعطاكم ، وفى الحديث القدسى : من عبادى من لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لفسد ، ولا تمسكوا خوف الفقر؛ فإن الله يقبض عن من يشاء ولو أمسك ، وقيل : يقبض الصدقة ويبسط الثواب عليها { وإليه ترجعون } فيجازيكم على ما قدمتم من قليلكم أو كثيركم .

পৃষ্ঠা ২৯৫