তাফসির সাদর আল-মুতাআল্লিহীন
تفسير صدر المتألهين
জনগুলি
وقال الحسن البصري: إن الله لم يبرئ اليهود عن الضلالة بإضافتها الى النصارى، ولم يبرئ النصارى عن الغضب بإضافته الى اليهود، بل كل من الطائفتين مغضوب عليهم وهم ضالون، إلا انه تعالى قد خص كل فريق بسمة تعرف بها مع كونهم مشتركين في صفات كثيرة.
وقال عبد القاهر: حق اللفظ فيه خروجه مخرج الجنس وأن لا يقصد به قوم بأعيانهم كما تقول: اللهم اجعلني ممن انعمت عليهم ولا تجعلني ممن غضبت عليهم، فإنك لا تريد أن ها هنا قوما باعيانهم هذه صفتهم. وفيه موضع تأمل كما لا يخفى على من عرف العرف.
ويتجه لأحد أن يقول: إن المغضوب عليهم هم العصاة والفسقة، والضالين هم الجهال والكفرة، لأن المهتدى بنور الحق الى الصراط المسقيم، والفائز بكرامة الوصول الى النعيم، من جمع الله له بين تكميل عقله النظري بنور الايمان، وتكميل عقله العملي بتوفيق العمل بالأركان، فكان المقابل له في الجملة من اختل إحدى كريمتيه وقوتيه العاقلة والعاملة فالمخل بالعمل فاسق مغضوب عليه لقوله تعالى في القاتل عمدا:
غضب الله عليه
[النساء:93]. والمخل بالعلم والإدراك للحق جاهل كافر لقوله تعالى:
فماذا بعد الحق إلا الضلال
[يونس:32].
وإنما لم يقل: غير الذين غضبت عليهم، على وفاق: الذين أنعمت عليهم، ترجيحا لجانب النعمة على جانب النقمة، بنسبة الفعل إليه تعالى في الأولى صريحا، وفي الثانية بخلاف ذلك، كما هو دأب كرمه وجري عادته في سوق كلامه المجيد، مثل قوله تعالى:
لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد
[إبراهيم:7]. حيث لم يقل: لأعذبنكم في مقابلة: " لأزيدنكم " ، ومراعاة للأدب في الخطاب، واختيارا لحسن اللفظ المستطاب.
অজানা পৃষ্ঠা