তাফসির সাদর আল-মুতাআল্লিহীন

সদর দ্বীন শিরাজি d. 1050 AH
76

তাফসির সাদর আল-মুতাআল্লিহীন

تفسير صدر المتألهين

জনগুলি

ثم لا يكفي وجود الماء والتراب والهواء، إذ لو تركت الحبة في أرض ندية صلبة لم تنبت، لفقد نفوذ الهواء في باطنها، فلا بد من أرض متخلخلة مشقوقة لدخول الماء فيها وخروج النبت منها، لا يتم شيء منها إلا بأسباب علوية وراء أسباب سفلية منتهية إلى الله، كما قال:

ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها

[عبس:26 - 27] الآية.

ولا بد أيضا لحركة الهواء في باطن الأرض من محرك شديد يحركه ويضربه بعنف على الأرض حتى ينفذ فيها، فيحتاج بمثل ما ذكرنا الى أسباب منتهية الى الله تعالى، كما أشار إليه بقوله:

وأرسلنا الرياح لواقح

[الحجر:22].

فانظر في نعم الله في خلق البحار والأمطار، وتحريك السحب إلى أرض الزراعة، ثم الأرض، ربما كانت مرتفعة والمياه لا ترتفع إليها، فانظر كيف خلق الله الغيوم فسلط الرياح عليها ليسوقها بإذنه إلى أقطار العالم وهي سحب ثقال بالماء، ثم انظر كيف يرسله مدرارا على الأرض. ثم انظر كيف خلق الجبال حافظة للمياه تنفجر منها العيون والأنهار تدريجا، فلو خرجت دفعة، لخربت البلاد، وهلكت الزروع والمواشي.

وأما الحرارة، فإنها لا تنزل من الأثير بطبيعتها، ولا تحصل من الماء والأرض وهما باردان؛ فانظر كيف سخر الشمس، وكيف أسكنها الله في موضع لائق لا يتضرر أهل الأرض بقربها المفرط للتحليل والتسخين، ولا ببعدها المفرط للتجميد والتبريد، وجعلها دائرة حول الأرض شمالا في فصل، وجنوبا في فصل، ومتوسطا فيما بينهما في فصلين آخرين من الفصول الأربعة، لتنتفع بها جميع النواحي، وتتسخن بها في وقت دون وقت، فيحصل البرد عند الحاجة إليه، والحرارة عند الحاجة إليها، فهذه إحدى حكم الشمس، والحكم فيها أكثر من أن يحصى.

وكذا في القمر الذي هو كالخليفة لها، وكذا سائر الكواكب مع انها في أنفسها موجودات شريفة مطيعة لله تعالى، خلقت للخدمة والطاعة لله، والتقرب اليه في صلواتها الدائمة، وسجودها وركوعها، ولو لم تكن كذلك، لكان خلقها عبثا وباطلا، ولم يصح قوله تعالى:

وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين

অজানা পৃষ্ঠা