267

তাফসির সাদর আল-মুতাআল্লিহীন

تفسير صدر المتألهين

জনগুলি

فمن ساء عمله، وأظلم جوهر نفسه، وكدر مرآة فطرته، وأخطأ في اعتقاده واحتجب عن مراده بحسب ما اقتضاه في أصل استعداده، فقد ظلم نفسه بظلمة جوهره، وبطلان استعداده، فكان أهلا للشقاوة في مرجعه ومعاده، ينادى على لسان المالك: " مهلا، فيداك أوكتا وفوك نفخ " كما قال سبحانه:

ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم

[البقرة:225] وقوله:

وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون

[النحل:33].

فثبت وتحقق، أن ترتب العقوبات ومقابلاتها من المثوبات، هي ثمرات ولوازم، وتبعات وعوارض لأمور موجودة فينا بالقوة، تخرج اليوم الآخر من القوة الى الفعل، بل هي مطوية في نفوسنا في هذه النشأة، مكمونة في مكامن الطبيعة وغشاوات المادة، فإذا قامت القيامة وكشف الغطاء، وحشرت النفوس، ونشرت الصحائف، أظهرها الله وأبرزها، بحيث تترتب عليها المثوبة والعقوبة، وتنبعث منها النعمة والنقمة، والراحة والمصيبة، والنعيم المقيم والعذاب الأليم.

عقدة اخرى وحل

[الخلود في النار]

ولك أن تقول: إن الذي بقي من الإشكالات المتعلقة بهذا المقام، والعقود المفصلة الغير المنحلة الى الآن عند جمهور العلماء وأهل النظر والكلام - إلا من نور الله بصيرته بنور الكشف - إعضال خلود الكفار في النار بالعذاب الدائم، فإن شيئا مما ذكر من الأسباب الفاعلة، والمدبرات العالية، لا يوجب ذلك - لأنها مبرأة عن الشرور والنقائص - ولا شيئا من القوابل المادية يحتمل التعذيب الدائم والانفعال الغير المتناهي - كما بين في مقامه - والرحمة الإلهية التي وسعت كل شيء تنافي التعذيب الدائم - كما مرت الإشارة إليه عند قوله تعالى:

غير المغضوب عليهم ولا الضآلين

অজানা পৃষ্ঠা