227

তাফসির সাদর আল-মুতাআল্লিহীন

تفسير صدر المتألهين

জনগুলি

وربما وصل النبي (صلى الله عليه وآله) الى مقام أعلى من أن تتوسط بينه وبين المبدأ الأول والمفيض على الكل واسطة، فسمع كلام الله بلا واسطة، كما قال تعالى:

ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده مآ أوحى

[النجم:8 - 10].

وقد ذكر ان النبي (صلى الله عليه وآله) إنما رأى جبرائيل (عليه السلام) بصورته الحقيقية مرتين وكان بحيث طبق الخافقين. والى مثل هذه الرؤية له (عليه السلام) أشار تعالى بقوله:

ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى

[النجم:13 - 14].

ثم دون هذا الضرب بسائر درجاته، مما يتفق لمن له من القوة القدسية نصيب أن يرى ملائكة الله، ويسمع كلام الله، ولكن في النوم لا في اليقظة، وسبيل القول أيضا ان الأمر ها هنا ينتهي الى القوة المتخيلة، ويقف عندها بمحاكاتها وتفصيلها وترتيبها لما قد طالعته النفس من عالم الملكوت، من دون أن تتمثل الصورة بألفاظها المعبرة بين يدي الحس، وذلك لضعف القوة الخيالية، أو لقوة العائق وكثافة المادة، فإن القوة الخيالية عندنا تفعل فعل الحواس الظاهرة كلها عندما تكون قوية والعائق البدني ضعيفا، فلها أن تعزل الحواس عن أفاعيلها.

وبهذا يتحقق الفرق بين مطالعة الأنبياء (عليهم السلام) للصور الباطنة، وبين مطالعة غيرهم إياها كالأولياء والحكماء.

فالرؤيا الصالحة لنفوس العرفاء والصالحين، إنما هي واقعة في هذا الطريق غير واصلة الى درجة النبوة وبلوغ الغاية، ولهذا ورد في الحديث انها جزء من ستة وأربعين جزءا، أو من خمسة وأربعين، أو من سبعين جزءا - على اختلاف الروايات -.

وقصارى مرتبة الرؤيا وأقصاها كمالا ما وقع للمحدثين - بفتح الدال المشددة وهم الذين يرفضون عالم الشهادة، ويصعدون الى عالم الغيب، فربما يسمعون الصوت في اليقظة من سبيل الباطن، ولكنهم لا يعاينون شخصا متشبحا كما مر ذكره في المفاتيح الغيبية.

অজানা পৃষ্ঠা