তাফসির সাদর আল-মুতাআল্লিহীন
تفسير صدر المتألهين
জনগুলি
في تحقيق القول من سبيل آخر
قد بان لك ان في الإنسان شيئا من العالم الأسفل، وشيئا من العالم الأعلى، وأعني بالعالم الأسفل: الدنيا وما فيها، وبالعالم الأعلى: الآخرة وما فيها.
وكذلك في كل عمل من الأعمال الدينية قشر ظاهر ولب باطن، فالقشر متعلق بالدنيا، واللب متعلق بالآخرة، وكما ان مقصود الشارع من طهارة الثوب - وهو القشر الخارج - ومن طهارة البدن - وهو القشر القريب - إنما هو طهارة القلب - وهو اللب الباطن - وطهارة عن نجاسات الأخلاق كالكفر والحسد والنفاق والبخل والإسراف وغيرها.
فكذلك مقصود الشارع من صورة كل عبادة، هو الأثر الحاصل منه في القلب. ولا يبعد أن يكون لأعمال الجوارح آثار في تنوير القلب وإصلاحه، كما لا يبعد أن يكون لطهارة الظاهر أيضا تأثير في إشراق نورها على القلب، فإنك إذا أسبغت الوضوء، واستشعرت نظافة ظاهرك، صادفت في القلب انشراحا وصفاء لا تصادفه قبله، كيف وإدراك النظافة يوجب حصول صورتها في القلب، وهذا ضرب من الوجود، وفعل الطهارة أوجب حصولها في القلب ولو بوجه ضعيف.
وذلك لسر العلاقة الواقعة بين عالم الشهادة وعالم الغيب، فإن ظاهر البدن من عالم الشهادة والملك، والقلب من عالم الغيب والملكوت بأصل فطرته، وإنما يكون هبوطه الى هذا القالب، كالغريب عن موطنه الأصلي، ونزوله الى ارض عالم الشهادة عن الجنة التي هي موطنه وموطن أبيه المقدس، لجناية صدرت أولا عن أبيه.
وكما تنحدر من معارف القلب آثار الى البدن، فكلذلك ترتفع من أحوال الجوارح أنوار الى القلب، ولذلك أمر بالصلاة مع انها حركات للجوارح، وهي من عالم الشهادة.
وبهذا الوجه، جعلها رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الدنيا فقال:
" أحببت من دنياكم ثلاثا الحديث. وعد الصلاة من جملتها ".
ومن ها هنا قد شممت شيئا يسيرا من أسرار الطهارة والصلاة وسائر العبادات، وإذا تقرر هذا عندك، وعلمت بمثل هذا التقسيم في جميع العبادات، واتضح لك وتأكد عندك حسبما قدمنا اليك أن الصلاة منقسمة الى رياضي جسماني والى حقيقي روحاني، فاعلم أن نفوس الإنسان متفاوتة بحسب آثار القوى والأرواح والدواعي المتركبة فيها، فمن غلب عليه الروح الطبيعي والحيواني، فإنه عاشق البدن يحب نظامه وتزيينه وتعظيمه وأكله وشربه ولبسه وطالب جذب منفعته ودفع مضرته، فهذا الطالب من عداد الحيوانات وزمرة البهائم.
فأيامه مستغرقة باهتمام بدنه، وأوقات عمره مصروفة الى مصالح جثته وشخصيته.
অজানা পৃষ্ঠা