قوله تعالى: { إن الله كان عليا كبيرا } فاحذروه واعلموا أن قدرته عليكم أعظم من قدرتكم على من تحت أيديكم، قوله تعالى: { وإن خفتم شقاق بينهما } أي يفعل كلاهما ما يشق على صاحبه، ويميل إلى شق غير شقه، والموافقة والمساواة والتوفيق اللطف، { فابعثوا حكما } والحكم رجل يصلح للحكومة وإنما اختير من الأقارب لأنه أعرف ببواطن الأحوال، وعن الحسن: يجمعان ولا يفرقان، وعن الشعبي: ما قضى الحكمان جار { إن الله كان عليما خبيرا } يعلم كيف يوافق بين المختلفين ويجمع بين المفترقين
لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم
[الأنفال: 63].
[4.36-42]
قوله تعالى: { وبالوالدين إحسانا } يعني وأحسنوا إليهما إحسانا { وبذي القربى } أي وبكل من بينكم وبينه قرابة من أخ أو عم أو غيرهما { والجار ذي القربى } الذي قرب جواره { والجار الجنب } الذي جواره بعيد، وقيل: القريب في النسب، وقيل: المسلم، وقيل: الجار الجنب البعيد في النسب، وقد جاء عنه (صلى الله عليه وآله وسلم):
" إلى أربعين دار جوار "
{ والصاحب بالجنب } قيل: الرفيق في الطريق، وقيل: المرأة، وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم):
" خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره "
، { كان مختالا } المختال التياه الجهول الذي يتكبر عن إكرام أقاربه وأصحابه ومماليكه ولا يلتفت إليهم، قوله تعالى: { الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل } نزلت في اليهود بخلوا بما أوتوا من الرزق وكتموا ما أوتوا من العلم بصفة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: نزلت في مشركي مكة المنفقي أموالهم في عداوة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويأمرون الناس أن يبخلوا، قوله تعالى: { والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس } نزلت في المنافقين وكانوا ينفقون ويصلون الأرحام، وقيل: نزلت في اليهود، وقيل: في قريش، رئاء الناس ليقال ما أسخاهم وما أجودهم: { ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا } حيث حملهم على البخل والرئاء { وماذا عليهم لو آمنوا بالله } أي فأي تبعة ووبال عليهم في الإيمان والإنفاق في سبيل الله؟ والمراد الذم والتوبيخ { وكان الله بهم عليما } وعيد، وقوله تعالى: { إن الله لا يظلم مثقال ذرة } الذرة النملة الصغيرة، وفي قراءة عبد الله مثقال نملة، وعن ابن عباس: أنه أدخل في يده التراب فرفعه ثم نفخ فيه، وقال: كل واحدة من هؤلاء ذرة، وقيل: كل جزء من أجزاء الهباء في الكوة ذرة، وفيه دليل على أنه لا ينقص من الأجر أدنى شيء، قوله تعالى: { وإن تك حسنة يضاعفها } أي وإن تك مثقال الذرة حسنة يضاعفها، فقد روي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
" إن الله تعالى يعطي عبده المؤمن ألف ألف حسنة "
অজানা পৃষ্ঠা