[الأعراف: 28]
أمرنا مترفيها
[الإسراء: 16] { فأما الذين في قلوبهم زيغ } نزلت في المنافقين، وقيل: في وفد نجران، زيغ: قيل: شك، وقيل: ميل، وهم أهل البدع والعقائد الفاسدة، قوله: { فيتبعون ما تشابه منه } يعني يتعلقون بالمتشابه { ابتغاء الفتنة } أي طلب أن يفتنوا الناس عن دينهم ويضلونهم { وابتغاء تأويله } أي وطلب أن يتأولونه التأويل الذي يشتهونه { وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم } أي لا يهتدي إلى تأويل الحق الذي يجب أن يحمل عليه إلا الله سبحانه وعباده الذين سبحوا في العلم يقولون ويفسرون المتشابه { كل من عند ربنا } أي يقولون أن محكمه ومتشابهه من عند ربنا { ربنا لا تزغ قلوبنا } أي لا تبلنا ببلايا تزيغ فيها قلوبنا { بعد إذ هديتنا } وأرشدتنا لدينك، ولا تمنعنا ألطافك بعد إذ لطفت بنا، { إن الذين كفروا } يعني من كفر برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: بنو قريظة وبني النضير، { لن تغني عنهم أموالهم } لا تنفعهم ولا تكفر عنهم شيئا من عذاب الله تعالى { كدأب آل فرعون } يعني دأب هؤلاء الكفار، كدأب آل فرعون وغيرهم حل بهم العقاب، والدأب العادة، وقيل: كعادة الله عز وجل في آل فرعون أنزل بهم العذاب لما سلف من إجرامهم { والذين من قبلهم } كفار الأمم الماضية { كذبوا بآياتنا فأخذهم الله } أي عاقبهم الله تعالى { بذنوبهم } أي بإجرامهم ومعاصيهم { والله شديد العقاب } لمن يعاقبه، فاحذروا عقابه { قل للذين كفروا ستغلبون } الآية نزلت في اليهود، وقيل: لما هلكت قريش يوم بدر جمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اليهود بسوق بني قينقاع فدعاهم إلى الإسلام وحذرهم ما نزل بقريش من الإنتقام، فأبوا وقالوا ألسنا كقريش الأغمار الذين لا يعرفون القتال، لو حاربتنا لتعرف الناس فنزلت الآية، وقيل: نزلت في مشركي قريش يوم بدر.
[3.13-17]
{ قد كان لكم آية في فئتين التقتا } نزلت في قصة بدر والخطاب لمشركي قريش، وقيل: إلى اليهود وكان عدد المشركين ألفا عن علي (عليه السلام) وابن مسعود، وأما عدد المسلمين فثلاثمائة وبضع عشرة، وقيل: ثلاثة عشر على عدد أصحاب طالوت، تسعة وتسعين من المهاجرين والباقي من الأنصار، وصاحب راية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وصاحب راية الأنصار سعد بن عبادة، وكان في الجيش سبعون بعيرا وفرسان، فرس للمقداد، وفرس لمرثد بن أبي مرثد، وستة أدرع، وثمانية سيوف. وكان رئيس المشركين عتبة بن ربيعة، وهو أول مشهد شهده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من المدينة وخروجه يلتقي عير أبي سفيان، فبعث أبو سفيان إلى مكة يعلمهم بذلك، فخرجوا والتقوا ببدر، وشهد الوقعة الملائكة وحاربوا ولم يحاربوا غيرها، وشهدها من مؤمني الجن سبعون نبيا، وحضر في عسكر الكفار ابليس نعوذ بالله منه ومعه سبعون ألفا، وكان الذي قتل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سبعين رجلا من المشركين وأسر منهم سبعين رجلا { يرونهم مثليهم رأي العين } أي قريبا من العين، أو مثلي عدد المسلمين ستمائة ونيفا وعشرين أراهم الله إياهم مع قلتهم أضعافهم ليهابوهم، وكان ذلك إمدادا لهم من الله تعالى كما أمدهم بالملائكة، وقيل: ترون يا مشركي قريش المسلمين كمثلي فئتكم الكافرة أو مثلي أنفسهم، قوله تعالى: { زين للناس حب الشهوات } المزين الله تعالى للابتلاء كقوله تعالى:
إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها
[الكهف: 7] ويدل عليه قراءة مجاهد زين للناس على تسمية الفاعل، وعن الحسن المزين هو الشيطان، قيل: كان أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في فقر وشدة والكفار في غنى وسعة، فنزلت الآية تسلية لهم، وإن ما أعد لهم خير مما أعطي هؤلاء، فرتب تعالى هذه الأشياء على وفق ما يعلمه من الترتيب قال تعالى: { حب الشهوات من النساء } ثم { والبنين } { والقناطير المقنطرة } جمع قنطار، والقنطار ألف دينار، أو اثني عشر ألف درهم، وقيل: ألف ومائتا أوقية، وقيل: ملء مسك ثور ذهبا أو فضة ثم: { والخيل المسومة } المعلمة، ثم { والأنعام } ثم { والحرث } الزرع، فرتبها الله تعالى على منازلها في قلوب خلقه الأزواج الثمانية. { الصابرين } على الطاعة وعن المعصية { والصادقين } في أفعالهم وأقوالهم واعتقادهم في السر والعلانية { والقانتين } قيل: المطيعين، وقيل: الدائم على العبادة، وقيل: القنوت القيام بالواجب على التمام { والمنفقين } المؤدون الزكاة، قيل: في السر { والمستغفرين بالأسحار } قيل: هم المصلون وقت السحر، وقيل: السائلون المغفرة، وقيل: المصلون الفجر جماعات، روي أن داوود (عليه السلام) سأل جبريل (عليه السلام): أي الليل أفضل؟ فقال: لا أدري إلا أن العرش يهتز عند السحر.
[3.18-22]
وروي أنها لما نزلت: { شهد الله أنه لا إله إلا هو } الآية، كان عند الكعبة ثلاثمائة وستون صنما فخرجت كلها على وجهها لشهادة الله تعالى بأنه لا إله إلا هو، ومعنى شهد: قضى وحكم، وقيل: اعلم وأمر، روي أن اسم الله الأعظم في هذه الآية { إن الدين عند الله الإسلام } هو العدل والتوحيد، وهو الدين عند الله { وما اختلف الذين أوتوا الكتاب } قيل: هم أهل التوراة، وقيل: هم النصارى اختلفوا في أمر عيسى (عليه السلام) { إلا من بعد ما جاءهم العلم } قيل: العلم بأن دين الله الإسلام، وقيل: العلم الحق بأن محمدا نبي، وقيل: بأن عيسى عبد الله ورسوله { بغيا } أي ظلما وحسدا { ومن يكفر بآيات الله } أي بحججه، قيل: التوراة والإنجيل، وما فيهما من صفة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) { فإن الله سريع الحساب } سريع الجزاء { فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله } قيل: إن اليهود والنصارى قالوا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لسنا على ما سميتنا وإنما نحن على دين الإسلام، فنزلت هذه الآية، وقيل: حاجوا في عيسى (عليه السلام) فنزلت هذه الآية، قوله: { فإن حاجوك } جادلوك في الدين، قيل: وفد نجران، وقيل: اليهود والنصارى، وقيل: جميع الكفار، وقوله: { أسلمت وجهي لله } أي أخلصت نفسي وجملتي لله وحده، وقيل: وجهي عملي أي أخلصت قصدي وعملي لله تعالى، قوله تعالى: { وقل للذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى والأميين } الذين لا كتاب لهم من مشركي العرب { أسلمتم } يعني أنه قد أتاكم من البينات ما يوجب إسلامكم ويقتضي حصوله لا محالة، فهل أسلمتم أم أنتم على كفركم { فإن أسلموا فقد اهتدوا } نفعوا أنفسهم حيث خرجوا من الضلال إلى الهدى، ومن الظلمة إلى النور، قوله: { وإن تولوا } فلن يضروك فإنك رسول الله { فإنما عليك البلاغ } أن تبلغ الرسالة، قوله تعالى: { ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون } وهم أهل الكتاب، وعن أبي عبيدة بن الجراح قال:
" سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أي الناس أشد عذابا يوم القيامة؟ قال: رجل قتل نبيا، أو رجلا أمر بمعروف ونهى عن منكر ثم قرأ هذه الآية، قال يا أبا عبيدة: قتلت بنو اسرائيل ثلاثة واربعين نبيا من أول النهار في ساعة واحدة، فقام مائة واثني عشر رجلا من عباد بني إسرائيل فأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، فقتلوا جميعا من آخر النهار ".
অজানা পৃষ্ঠা