তাফসির আল-আকাম

আক্বাম d. 850 AH
221

তাফসির আল-আকাম

تفسير الأعقم

জনগুলি

إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا

[الرحمن: 33] وقيل: ولا من في السماء { وما لكم من دون الله } أي ليس سوى الله أحد يتولى نصرهم ونجاتهم من العذاب { والذين كفروا بآيات الله } قيل: بالقرآن، وقيل: سائر الحجج { ولقائه } ولقاء جزائه يوم البعث { أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب اليم }.

[29.24-27]

{ فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه } لما أعجزتهم الحجة عدلوا إلى الوعيد والحريق، وهكذا حال الجاهلية والمبتدعة إذا أعيتهم الحجة عدلوا إلى السفاهة والوعيد { فأنجاه الله من النار } أي خلصه من الحريق، وروي أنه لم ينتفع في ذلك اليوم بالنار يعني يوم ألقي في النار وذلك لذهاب حرها { إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون } أي في نجاته في النار وهو في وسطها حجة على نبوته، وخص المؤمنين لأنهم ينتفعون بها ويتفكرون { وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا } يعني الذين اتخذتم هذه الأوثان وعبدتموها مودة بينكم تعاقبون على عبادتها، وقيل: إنكم لم تعبدوها بحجة وإنما عبدتموها اتباعا لأسلافكم ورؤسائكم لتدوم بينكم المودة في الدنيا { ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض } قيل: يتبرأ المعبود من عبادتها والعابدون من معبودها وهو الاتباع من المتبوعين والمتبوع من الاتباع وصار بعضكم أعداء لبعض { ويلعن بعضكم بعضا } أي يدعو بعضكم على بعض { ومأواكم النار } أي يصدكم إلى النار { وما لكم من ناصرين } ثم عطف تعالى قصة لوط، قوله تعالى : { فآمن له لوط } وهو ابن أخت إبراهيم وهو أول من آمن له حين رأى النار لم تحرقه { وقال } يعني إبراهيم { إني مهاجر } من كوثى وهو سواد الكوفة إلى حران ثم منها إلى فلسطين، ومن ثم قال: لكل نبي مهاجر ولإبراهيم مهاجران، وكان معه في هجرته لوط وامرأته سارة وهاجر وهو ابن خمس وسبعين سنة { إلى ربي } إلى حيث أمرني بالهجرة إليه { إنه هو العزيز } الذي يمنعني من أعدائي { الحكيم } الذي لا يأمرني إلا بما هو مصلحتي { ووهبنا له اسحاق } أي أعطيناه إسحاق وهو ابنه من سارة { ويعقوب } ابن اسحاق { وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب } التوراة والإنجيل والزبور والفرقان { وآتيناه أجره في الدنيا } الثناء الحسن والولد الصالح { وإنه في الآخرة لمن الصالحين } أي معهم وفي جملتهم وهم الأنبياء.

[29.28-35]

{ ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة } قيل: القبيح الشنيع { ما سبقكم بها من أحد من العالمين } أي من الخلق، أي أنتم أحدثتم هذه الفاحشة، ثم فسر الفاحشة فقال: { أئنكم لتأتون الرجال } في أدبارهم { وتقطعون السبيل } وكانوا يقطعون الطريق لأخذ أموال الناس، وقيل: للعمل الخبيث لأنهم كانوا يطلبون الغرباء، وقيل: الولد بإتيان الذكور { وتأتون في ناديكم المنكر } أي مجالسكم، ناديته: جالسته، قيل: كانوا يجامعون في المحافل كفعل الحمير، وقيل: المضارطة، وروي لعب الحمام والصقر والحذف والسواك في المجلس، وروي عنه أن قوم لوط كانوا يجلسون وعند كل رجل منهم قصعة فيها حصى فإذا مر بهم عابر سبيل حذفوه فأيهم أصابه كان أولى به، وقيل: السخرية بمن مر بهم، ولا يقال للمجلس نادي إلا ما دام فيه أهله فإذا قاموا عنه لم يبق ناديا، ومنه عمل القمار والصفح [الصعق] وضرب المعازف والمزامير وكشف العورات، فلما نهاهم وهداهم أجابوه جواب الجهال فقال تعالى: { فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين } فعند ذلك دعا عليهم، ف { قال رب انصرني على القوم المفسدين } فأجاب الله دعاءه فقال سبحانه: { لما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى } لما بعث الملائكة بإهلاك قوم لوط دخلوا على ابراهيم أولا فبشروه بإسحاق ويعقوب فقالوا لإبراهيم: { إنا مهلكوا أهل هذه القرية } يعني قوم لوط { إن أهلها كانوا ظالمين } وهي قرية سدوم فقال إبراهيم: { قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها } قيل: أراد إبراهيم كيف تهلك القرية وفيها لوط؟ فقالت الملائكة: { نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله } يعني نخلص لوطا بإخراجه منها { إلا امرأته كانت } كافرة { من الغابرين } الباقين في العذاب { ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم } يعني خاف الملائكة لوطا ظن أنهم من الإنس لأنهم جاؤوه على صورة الإنس { سيء بهم } قيل: بالملائكة ساءه مجيئهم لما جاؤوه في أحسن صورة لما يعلم من خبث قومه وأفعالهم الشنيعة { وضاق بهم ذرعا } أي ضاقت حيله، وقيل: ضاق قلبه وناله وباله الغم فلما رأت الملائكة حزنه وضيق صدره { وقالوا لا تخف } علينا وعليك { ولا تحزن } بما يفعله قومك { إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين } الباقين في العذاب { إنا منزلون على أهل هذه القرية } وهي سدوم { رجزا من السماء } وهي الحجارة التي أمطرت عليهم { بما كانوا يفسقون } أي بفسقهم وخروجهم عن أمر الله تعالى { ولقد تركنا منها آية بينة } حجة واضحة قيل: هي آثار منازلهم الخربة، وقيل: بقية الحجارة، وقيل: الماء الأسود على وجه الأرض، وقيل: الخبر عما صنع بهم { لقوم يعقلون } أي يستمعون عقولهم فيتفكرون.

[29.36-45]

قوله تعالى: { وإلى مدين أخاهم شعيبا } أي وأرسلنا إلى مدين أخاهم شعيبا، قيل: مدين قرية، والمراد أرسلنا إلى أهل مدين فكذبوا مدين شعيبا بعد ما أمرهم بالعدل والتوحيد { فقال يا قوم اعبدوا الله } وحدوه { وارجوا اليوم الآخر } واخشوا اليوم الآخرة وما فيه من العذاب { ولا تعثوا في الأرض مفسدين } أي لا تسعوا في الأرض بالفساد { فكذبوه } بما به { فأخذتهم الرجفة } الزلزلة وعقاب يوم الظلة { فأصبحوا في دارهم جاثمين } قيل: كبوا على وجوههم هالكين، وقيل: جاثمين على ركبهم في بيوتهم، وقيل: صيحة جبريل لأن القلوب رجفت بها { في دارهم } بلدهم وأرضهم { جاثمين } باركين على الركب { وعادا } هم قوم هود أي وأهلكنا عادا { وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم } يعني ظهر لكم من آثارهم وبقايا دورهم وصنع الله بهم في إهلاكهم { وزين لهم الشيطان أعمالهم } أي بين لهم ما فيه من الضلال { فصدهم عن السبيل } أي عن طريق الحق { وكانوا مستبصرين } قيل: كانوا عقلاء ذوو بصائر يمكنهم التمييز بين الحق والباطل { وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات } بالحجج الظاهرة { فاستكبروا في الأرض } عن قبول الحق { وما كانوا سابقين } فائتين من عذابنا { فكلا أخذنا بذنبه } يعني ممن تقدم ذكرهم وأنهم أتوا في هلاكهم من جهة أنفسهم، بذنبه أي عاقبنا بذنبه { فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا } قيل: هم قوم لوط، وهي ريح عاصف فيها حصى، وقيل: ملك يرميهم { الصيحة } لمدين وثمود { ومنهم من خسفنا } الخسف لقارون { ومنهم من أغرقنا } وهم قوم نوح وفرعون { وما كان الله ليظلمهم } أي يعذبهم بغير ذنب { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } يكفرون { مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء } يعني من اتخذ الأصنام آلهة يرجو نصره والرجوع اليها عند الحاجة { كمثل العنكبوت اتخذت بيتا } لتسكنه فلم يغن عنها عند الحاجة، فكما أن بيت العنكبوت لا تدفع حرا ولا بردا ولا ضرا ولا نفعا كذلك الأوثان لا تملك لها ولا للعباد نفعا ولا ضرا ولا خيرا { وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت } أضعفها { لو كانوا يعلمون } ذلك ولم يجهلوه { إن الله يعلم ما يدعون من دونه } هذا وعيد منه تعالى، يعني ما يعبدون هؤلاء الكفار ويتخذونه أربابا من دون الله تعالى { وهو العزيز } القادر { الحكيم } الذي لا يفعل إلا الحكمة فأمهلهم لوجوه من الحكمة { وتلك الأمثال } في القرآن { نضربها للناس } أي الأشياء والأوصاف نبينها لهم لنعرفهم قبح ما هم فيه من عبادة غير الله { وما يعقلها إلا العالمون } قيل: العالمون بالتوحيد لا يعقل صحتها وحسنها إلا هم، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه تلا هذه الآية فقال:

" العالم من عقل عن الله فعمل بطاعته واجتنب سخطه "

، ثم بين تعالى على أنه المستحق للعبادة فقال سبحانه: { خلق الله السماوات والأرض بالحق } لغرض صحيح { إن في ذلك لآية للمؤمنين } وخصهم بذلك لأنهم ينتفعون بها { اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة } يعني بلغ ما أوحي إليك من القرآن وأقم الصلاة { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } المعاصي الذي ينكرها العقل والشرع، وعن ابن عباس وابن مسعود: الصلاة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، قيل: هي بمنزلة النواهي بالقول لأن فيها التكبير والتسبيح والقراءة { ولذكر الله أكبر } يعني دعاء الله وذكره أكبر من الصلاة، وقيل: ذكر الله في الصلاة أكبر منه خارج الصلاة، وعن ابن عباس: ولذكر الله إياكم برحمته أكبر من ذكركم إياه بطاعته { والله يعلم ما تصنعون } من الخير والطاعة فيثيبكم أحسن الثواب.

অজানা পৃষ্ঠা