108

তাফসির ইবনে আবি আল আজ

تفسير ابن أبي العز

প্রকাশক

مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

সংস্করণের সংখ্যা

نشر في العددان

জনগুলি

তাফসির
لا للفناء١، وكذلك العرش فإنه سقف الجنة. وقيل: المراد إلا ملكه٢. وقيل: إلا ما أريد به وجهه٣. وقيل: إن الله تعالى أنزل ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ﴾ ٤ فقالت الملائكة: هلك أهل الأرض، وطمعوا في البقاء، فأخبر تعالى عن أهل السماء والأرض أنهم يموتون، فقال ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاّ وَجْهَه﴾؛ لأنه حي لا يموت، فأيقنت الملائكة - عند ذلك - بالموت٥. وإنما قالوا ذلك توفيقًا بينها وبين

١ لأن المعتزلة احتجت بهذه الآية على أن الجنة والنار غير مخلوقتين الآن. انظر التفسير الكبير (٢٥/٢٢) . ومن قول المؤلف: (كل شيء) إلى قوله (لا للفناء) نقله ابن القيم في حادي الأرواح، ص (٨٠) ونسبه إلى الإمام أحمد. ٢ قاله الإمام البخاري في صحيحه - مع الفتح - (٨/٥٠٥)، وأورده أبو الليث في بحر العلوم (٢/٥٢٩) . ٣ قاله سفيان الثوري في تفسيره، ص (٢٣٤)، وحكاه الإمام البخاري في صحيحه (٨/٥٠٥)، وأبو الليث في تفسير القرآن (٢/٥٢٩) . وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٩/٣٠٢٨) عن مجاهد، لكن بإسناد فيه ضعف، لأنه من طريق خصيف، وأورده السيوطي في الدر المنثور (٥/١٤٠) عن ابن عباس ومجاهد وسفيان. ٤ سورة الرحمن، الآية: ٢٦. ٥ حكاه ابن القيم في حادي الأرواح، ص (٧٩) ونسبه للإمام أحمد في رواية ابنه عبد الله، وأورده السيوطي في الدر المنثور (٥/١٤٠) بنحوه عن ابن جريج. وقد رجح شيخ الإسلام قول من قال: إلا ما أريد به وجهه. وذلك بكلام جيد يطول نقله، منه أن قال: (وإذا كان المقصود هنا الكلام في تفسير الآية فنقول: تفسير الآية بما هو مأثور ومنقول عن من قاله من السلف، والمفسرين، من أن المعنى: كل شيء هالك إلا ما أُريد به وجهه هو أحسن من ذلك التفسير المحدث) . وقال أيضًا: (فإن ذكره ذلك بعد نهيه عن الإشراك، وأن يدعو معه إلهًا آخر - وقوله ﴿لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ﴾ - يقتضي أظهر الوجهين، وهو أن كل شيء هالك إلا ما كان لوجهه من الأعيان والأعمال وغيرهما) . مجموع الفتاوى (٢/٢٨، ٤٢٧) . وخلاصة هذا الكلام المنقول أن تفسير الآية بالوجه المذكور - أعني إلا ما أريد به وجه الله - يترجح لسببين. الأول: أنه القول المأثور عن السلف. والثاني: أن سياق القرآن يدل عليه.

121 / 26