[الشعراء: 84].
{ واذكر } يا أكمل الرسل { في الكتاب } المنزل عليك أخاك { موسى } الكليم وقصة انكشافه من الشجرة المباركة { إنه } من كمال انكشافه وشهوده بوحدة الحق { كان مخلصا } خلص للتوحيد، وصفا عن أكدار ناسوته مطلقا { و } مع ذلك { كان رسولا } مرسلا إلى بني إسرائيل؛ للإرشاد والتكميل مؤيدا بالكتاب والمعجزات { نبيا } [مريم: 51] أيضا بالوحي والإلهام والرؤيا.
[19.52-64]
{ و } لكمال إخلاصه ومزيد اختصاصه بنا { ناديناه } بعد المجاهدة الكثيرة والرياضات البليغة { من جانب الطور الأيمن } أي: ذي اليمن والبركة وأنواع السعادة لموسى { و } بعدما انكشف بالنداء بما انكشف وشهد ما شهد { قربناه } بنا إلى أن صار { نجيا } [مريم: 52] مناجيا بنا متكلما معنا؛ إذ كنا حينئذ سمعه وبصره وجميع قواه، فينا يسمع، وبنا يبصر، وبنا يتكلم.
{ ووهبنا له من } كمال { رحمتنآ } وفضلنا إياه تأييدا له وتعضيدا { أخاه هارون } ليؤيده ويقويه في تنفيذ أحكام النبوة والرسالة { نبيا } [مريم: 53] ليكون أيضا على عزيمة صادقة وقصد خالص في إجراء الأحكام الإلهية.
{ واذكر في الكتاب } أيضا جدك { إسماعيل } ذبيح الله الراضي بجميع ما جرى عليه من قضائه { إنه } من كمال وثوقه واعتماده على الله وتفويضه الأمور كلها إليه { كان صادق الوعد } والعهد عند الله وافيا لميثاقه، صابرا على مصائبه وبلائه، شاكرا لآلائه ونعمائه { وكان } أيضا كأبيه وإخوته { رسولا نبيا } [مريم: 54] وإن لم ينزل عليه الشرع؛ إذ بعض أولاد إبراهيم. صلوات الرحمن عليه وعليهم. كانوا أنبياء مرسلين جارين على ملة أبيهم وشرعه.
{ و } من خصائله الحميدة أنه { كان يأمر أهله } أولا؛ لأنهم أولى بالإرشاد والتكميل وأحق من غيرهم { بالصلاة } التي هي التوجه نحو الحق بجميع الجوارح والأركان، والتقرب نحوه عن ظهر القلب ومحض الجنان { والزكاة } التي هي تصفية النية وتخلية الطوية عن الميل إلى مزخرفات الدنيا وحطامها الزائلة، { وكان } من كمال تنزهه عن العلائق والعوائق العائقة عن التوجه الخالص نحو الحق { عند ربه } الذي رباه على كمال الرضا والتسليم { مرضيا } [مريم : 55] لوفائه الوعد، واستقامته فيه، وصبره على ما جرى عليه من البلوى.
{ واذكر } يا أكمل الرسل { في الكتاب } أيضا { إدريس } صاحب دراسة التوحيد والعرفان، وقالع أهوية النفس وأمانيها بشدائد الرياضات والمجاهدات في مسالك التصديق والإيقان { إنه } من كمال رشده وحكمته { كان صديقا } مبالغا في التصديق والتحقيق { نبيا } [مريم: 56] مبعوثا إلى الناس كسائر الأنبياء للهداية والتكميل.
{ و } لعلو شأه وسمو برهانه وكمال تصفيته، وتزكيته عن لوازم البشرية { رفعناه } تلطفا إياه { مكانا عليا } [مريم: 57] هو أعلى درجات المعرفة والتوحيد.
وقيل: إلى السماء الرابعة أو السادسة.
অজানা পৃষ্ঠা