أن يختلف أو يشك في اسمه، فيقال: هذه إنسان أي اسمه إنسان، والثاني: أن يختلف أو يشك في جوهره، فيقال هذا إنسان أي جوهرة الإنسانية، وكثير من المواضع مثل هذا يقع فيه المغالطة، وأما تصور من قال: لو كان الاسم هو المسمى، لكان من قال: " النار " أحرقت فمه، فهذا تصور بعيد.
فإن عاقلًا لا يقول: إن هذه الحروف التي هي " ز ي د " هو الشخص.
واشتقاق " اسم ": قيل هو من " وسمت "، لأن الاسم علامة للمسمى، وهذا وإن كان من حيث المعنى يصح، فتصريف الكلمة يبطله، نحو سميت، والتسمية، أو والمسمى، ولأن ألف الوصل لا يدخل فيما حذف فاؤه نحو: " عِدَّةٌ " و" زِنَةٌ "، والضحيح: أن اصله من " السمو "، لأن الاسم شعار للمسمى ورفعه له.
وأصله: سمو، كعضو، وحنو، أو سمو، كجبل وزجمل، لقولهم في الجمع: أسماء، وقد كثر " أفعال " في جميع هذين البنائين، ولا يُجْعَلُ فُعْلًا " كتُرْسٍ " و" أتراس "، لأن باب " فُعْل " لم يمثر فيما آخره واو استثقالًا، وأما قول الشاعر:
بِاسْمِ الَّذِي في كُلَّ سُورَةٍ سمِهُ
فقد قيل إنما ضم اتباعًا لما بعده، ولو كان الميم مكسورًا لم يجز في السين الضمة، فأما لفظة: الله، فيجب أن يعلم أن اسماء الله تعالى كلها مشتقة باتفاق أهل اللغة إلا لفظة الله، فإنه مختلف فيها: فبعضهم جعلها كالعلم مستدلًا بأنه يوصف ولا يوصف به كالأسماء الأعلام، ويقوي ذلك إنه يقال بالتنوين - إلاهًا - ولأنه قال تعالى: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾، ويعني به " الله ".
وآخرون قالوا هو مشتق، ثم اختلف بعد ذلك فيها:
فقيل: اصله " إلاه " مصدر من " اله " " يأله " أي: عبد فسمي به كقولهم في صفاته تعالى: " السلام " وهو في الأصل مصدر وزسموا الشمس " إلهة " لعبادتهم لها.
ولذلك نهاهم الله تعالى
1 / 48