277

তাফসির

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

জনগুলি

তাফসির

[17]

قوله تعالى : { الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار } ؛ { الصابرين } في موضع خفض بدل من { الذين يقولون }. وذهب بعضهم إلى (1649;لصابرين) نصب بالمدح. ومعنى الآية : { الصابرين } على طاعة الله وعلى الشدائد والمصائب وعلى ارتكاب النهي وعلى البأساء والضراء ، { والصادقين } في إيمانهم وأقوالهم وأفعالهم ، فإن الصدق قد يقع في القول كما يقع في الفعل ، يقال : صدق فلان في القتال ، وصدق في الجملة أي حقق. قال قتادة في تفسير الصادقين : (هم قوم صدقت نياتهم واستقامت قلوبهم وألسنتهم في السر والعلانية). { والقانتين } أي القائمين بعبادة الله المطيعين ، { والمنفقين } يعني في طاعة الله.

وقوله : { والمستغفرين بالأسحار } قال قتادة : (أراد به المصلين بالأسحار) قال أنس بن مالك : (أراد به السائلين المغفرة بالأسحار) ، وقال الحسن : (انتهت صلاتهم إلى وقت السحر ؛ ثم كان بعدها الاستغفار) ، وعن إبراهيم بن حاطب عن أبيه قال : (سمعت صوتا في ناحية المسجد سحرا يقول : إلهي دعوتني فأجبتك ؛ وأمرتني فأطعتك ؛ وهذا سحر فاغفر لي. فنظرت فإذا هو عبدالله بن مسعود رضي الله عنه).

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ثلاثة أصوات يحبهم الله : أصوات الديك ، وصوت الذي يقرأ القرآن ، وصوت المستغفرين بالأسحار " وروي أن داود رضي الله عنه سأل جبريل : أي الليل أفضل ؟ فقال : لا أدري إلا أن العرش يهتز في وقت السحر. وقال سفيان الثوري : (إن لله ريحا يقال لها الصبحة تهب وقت السحر ؛ تحمل الأذكار والاستغفار إلى الملك الجبار) ، وقال : (بلغنا أنه إذا كان أول الليل نادى مناد : إلا ليقم العابدون ، فيقومون فيصلون ما شاء الله ، ثم ينادي مناد في شطر الليل : ألا ليقم القانتون ، فيقومون كذلك فيصلون ، فإذا كان السحر نادى مناد : أين المستغفرون ؟ فيستغفر أولئك ؛ فإذا طلع الفجر نادى مناد : ألا ليقم الغافلون ؛ فيقومون من فراشهم كالموتى إذا نشروا من قبورهم). وقال لقمان لابنه : (يا بني لا يكونن الديك أكيس منك ؛ ينادي بالأسحار وأنت نائم). والسحر : هو الوقت الذي قبل طلوع الفجر.

পৃষ্ঠা ২৭৭