[10]
قوله عز وجل : { إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا } ؛ أراد بالذين كفروا اليهود الذين تقدم ذكرهم. وقيل : أراد بهم نصارى نجران ، ويقال : عامة الكفار ، ومعنى : { لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا } أي لا يدفع عنهم كثرة أموالهم وأولادهم شيئا من عذاب الله في الدنيا والآخرة ؛ لأنه لا يقبل منهم فداء ولا شفاعة. ويسمى المال غنى لأنه يدفع عن مالكه الفقر والنوائب ، فأخبر الله أن أموال هؤلاء الكفار وأولادهم لا تقيهم من العذاب.
قرأ السلمي : (لن يغني عنهم) بالياء لتقدم الفعل ودخول الحائل بين الاسم والفعل ، وقرأ الحسن (لن تغني) بالتاء وسكون الياء.
قوله تعالى : { وأولائك هم وقود النار } ؛ أي حطب النار ، والوقود بنصب الواو ما يوقد به النار ، وفي هذا بيان أن أهل النار يحترقون في النار احتراق الحطب لا كما يحترق الإنسان بنار الدنيا ، فإن نار الدنيا تسيل الصديد من الإنسان ولا تأخذه كما تأخذ الحطب ، ومن قرأ (وقود) بضم الواو فهو مصدر وقدت النار وقودا ، كما يقال ورد ورودا ؛ فيكون المعنى : أولئك هم وقود النار.
পৃষ্ঠা ২৭০