الباب الثاني عشر
في تفاوت الناس واختلافهم الأشياءُ كلها متساوية غير متفاوتة من حيث أنها مصنوعة بالحكمة، وعلى ذلك نبه الله تعالى بقوله: (ما ترى في خَلْق الرحمن من تفاوت) . ومختلفة من حيث أن كل نوع يختص بفائدة، وكل نوع وأن اختلف فما من شيء أكثر اختلافًا من الناس، كما قال الله تعالى: (وقد خلقكم أطوارًا) وقال تعالى: (ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات) وقال ﷾: (أنظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلًا) وقال سبحانه: (ولو شاءَ الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما أتاكم) وقال تعالى: (وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم) وقال سبحانه: (ولو شاءَ ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلاّ من رحم ربك) وعلى هذا نبه الله تعالى بقوله: (وفي الأرض قطَعٌ متجاوراتٌ وجنات من أعناب وزرع (إلى قوله) إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) . والحكمة المقتضية لذلك هو أن الإنسان
1 / 53