তাফকির ফারিদা ইসলামিয়্যা
التفكير فريضة إسلامية
জনগুলি
وكان يظن - أي الخديو - أن مجرد ظهور الفتوى كاف في إسقاط نفوذ المفتي الديني، أو التوصل إلى عزله، فظهر له خلاف ذلك ... وأن النتيجة من كل ما تقدم أن سمو الخديو يريد أن يجعل لنفسه سلطة دينية آلتها الأزهر، وماليتها الأوقاف. وقد حدث بهذا كثيرين، وقال: إن أوروبا تهاب البابا والسلطان لأجل السلطة الدينية، وهذه سهلة علينا، وإنه ما دام الشيخ محمد عبده مفتيا للديار المصرية، وعضوا في الأزهر ، وفي مجلس الأوقاف الأعلى، وفي شورى القوانين، فلن يتم له في ذلك عمل ... فالمفتي هو العقبة في طريق هذه السلطة، وحزبه كبير جدا.
3
وهذه المعارك المصطنعة هي التي أوقعت في أذهان المعقبين على أحداث العالم الإسلامي أن المسلم يتحرج من غير حرج، ويغلو في الجمود على القديم لغير سبب، ويخلط بين موروثات العرف وسنن العقيدة وآدابها المستفادة من أوامرها ووصاياها.
وكل هذا وهم ينفيه أن المسلم قد تعلم من كتابه النعي على الجامدين الذين يستعبدون عقولهم لعادات أسلافهم، ويقتدون بهم؛ لأنهم وجدوهم عليها وإن كانوا لا يعقلون، ثم جاءت سيرة المسلمين الأولين الذين تفرقوا في أنحاء الأرض على خير ما تكون السماحة، فعاشروا أبناء الأمم من الروم والفرس والترك والديلم والبربر دون أن يتحرجوا بنمط من أنماط المعيشة، ولا بأسلوب من أساليب العرف ما لم يكن فيه مساس بالعقيدة والعبادة ...
فليس من روح الإسلام أن يجمد المؤمن على عادة موروثة لأنها عادة موروثة، وليس من روحه أن يرفض عادة جديدة لأنها عادة جديدة، ولكنه يعتصم من روح الإسلام بحصانة تعيذه من سحر الغلبة، فلا تهوله بروعتها، ولا تجنح به إلى الفناء في غمارها، والاستسلام لقيادتها. وتلك مفخرة للإسلام تتمناها الأمم، ولا تزهد فيها، وما كان لأمة أن تزهد في حصانة تقيم الحواجز بينها وبين عدوها، ولا تحجزها عمن يسالمها ولو كان غريبا عنها.
وسبيل المسلم فيما آثره مع الخلق من سلوك وعادة أن يأخذ بالعفو، ويأمر بالعرف، ويعرض عن الجاهلين.
خاتمة
كتبنا هذه الفصول عسى أن يكون فيها جواب هاد لأناس من الناشئين يتساءلون: هل يتفق الفكر والدين؟ وهل يستطيع الإنسان العصري أن يقيم عقيدته الإسلامية على أساس من التفكير؟
ونرجو أن تكون هذه الفصول تعزيزا للجواب بكلمة «نعم» على كل من هذين السؤالين، نعم يتفق الفكر والدين، ونعم يدين المفكر بالإسلام وله سند من الفكر، وسند من الإيمان.
ولكننا نكتب هذه الخاتمة ونود أن نضيف بها سؤالا آخر يتمم هذين السؤالين، نود أن نسأل: هل يؤمن عقل الإنسان بالدين في هذا العصر ؟ ويرى فيه دينا أحق بالإيمان به من الإسلام؟
অজানা পৃষ্ঠা