فعلي مولاه فقال أي والله لقد سمعته يقول ذلك قال فقلت فاذن أنت يا أبا هريرة واليت عدوه وعاديت وليه فتنفس أبو هريرة وقال إنا لله وإنا اليه راجعون؛ فتغير وجه معاوية وقال ما هذا كف عن كلامك فلا تستطيع ان تخدع أهل الشام عن الطلب بدم عثمان فانه قتل مظلوما في شهر حرام في حرم رسول الله (ص) عند صاحبك وهو الذي أغراهم به حتى قتلوه وهم اليوم عنده أعوانه وأنصاره ويده ورجله وما مثل عثمان من يهدر دمه، فقال ذو الكلاع وحوشب ومعاوية بن خديج لننصرنك يا معاوية حتى يحصل مرادك أو نقتل عن آخرنا فقام الأصبغ وهو يقول:
معاوي لله من خلقه
عباد قلوبهم قاسية
وقلبك من شر تلك القلوب
وليس المطيعة كالعاصية
دع ابن خديج ودع حوشبا
وذا كلع واقبل العافية
فصاح معاوية أجئت رسولا أم منفرا، ثم سار الاصبغ نحو العراق وفي هذه السنة وهي سنة ست وثلاثين اتفق معاوية وعمرو بن العاص على قتال علي (ع) واصطلحا على ذلك قبل نزول علي (ع) على النخيلة في أيام وقعة الجمل بعد ان كان معاوية قد يئس من عمرو وعزم عمرو على المسير الى البصرة الى نصرة علي (ع) فاعطاه معاوية مصر طعمة فمال اليه.
وقال أهل السير: لما حصر عثمان خرج عمرو بن العاص الى الشام فنزل فلسطين وكان يؤلب على عثمان لانحرافه عنه فانه لما ولي الخلافة لم يلتفت الى عمرو ولا ولاه وعزله عن مصر فأقام بفلسطين حتى قتل عثمان.
فقيل لمعاوية، انه لا يتم لك الأمر إلا بعمرو بن العاص فانه دويهة العرب فكتب اليه يستدعيه اليه ويستعطفه ويعده المواعيد ان هو وافقه على قتال أمير المؤمنين ويذكر ما جرى على عثمان فكتب اليه عمرو، أما بعد فاني قرأت كتابك وفهمته فاما ما دعوتني اليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي والتهون معك في الضلالة واعانتي إياك على الباطل واختراط السيف في وجه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو أخو رسول الله (ص) ووليه ووصيه ووارثه وقاضي دينه ومنجز وعده وصهره على ابنته سيدة نساء العالمين وأبي السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، وأما قولك انك خليفة عثمان فقد عزلت بموته وزالت خلافتك؛ وأما قولك ان أمير المؤمنين أشلى
পৃষ্ঠা ৮৪