من المسلمين معاينة، فلذلك كانا أبلغ من الأول والثاني.
قال ﷺ: «ليس الخبر كالمعاينة» رواه ابن عباس ولم يروه أحد غيره إلا أن الاعتبار بحال المحتضرين غير ممكن في كل الأوقات.
وقد لا يتفق لمن أراد علاج قلبه في ساعة من الساعات، وأما زيارة القبور: فوجودها أسرع، والانتفاع بها أليق وأجدر، فينبغي لمن عزم على الزيارة أن يتأدب بآدابها، ويحضر قلبه في إتيانها، ولا يكون حظه منها الطواف على الأجداث فقط، فإن هذه حالة تشاركه فيها بهيمة ونعوذ بالله من ذلك.
بل يقصد بزيارته: وجه الله تعالى، وإصلاح فساد قلبه، أو نفع الميت مما يتلوه عنده من القرآن.
على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
ويجتنب المشي على المقابر، والجلوس عليها إذا دخل المقابر، ويخلع نعليه.
كما جاء في أحاديث، ويسلم إذا دخل المقابر، ويخاطبهم خطاب الحاضرين.
فيقول: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين»، كذلك كان ﵊ يقول، وكنى بالدار عن عمارها وسكانها.
ولذلك خاطبهم بالكاف والميم لأن العرب تعبر بالمنزل عن أهله.
وإذا وصل إلى قير ميته الذي يعرف سلم عليه أيضًا فييقول: عليك السلام.
1 / 134