من مال إلا الأكفان، بل هي والله للخراب والذهاب وجسمك للتراب والمآب.
فأين الذي جمعته من المال؟ فهل أنقذك من الأهوال؟ كلا بل تركته إلى من لا يحمدك، وقدمت بأوزارك على من لا يعذرك.
ولقد أحسن من قال في تفسير قوله تعالى: ﴿وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة﴾ أي: اطلب فيما أعطاك الله من الدنيا، الدار الآخرة وهي الجنة، فإن حق المؤمن أن يصرف الدنيا فيما ينفعه في الآخرة، لا في الطين والماء والتجبر والبغي، فكأنهم قالوا: لا تنس أنك تترك جميع مالك إلا نصيبك الذي هو الكفن، ونحو هذا قول الشاعر:
نصيبك مما تجمع الدهر كله: ... رداءان تلوى فيهما، وحنوط
وقال آخر:
هي القناعة لا تبغي بها بدلًا ... فيها النعيم وفيها راحة البدن
انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها ... هل راح منها بغير القطن والكفن؟
فصل: وقوله ﵊: «الكيس من دان نفسه» دان حاسب.
وقيل: ذل.
1 / 127