أول نواميس الكون اجتناب ذوي اللجاجة الملحفين.
في حديقة مارتا ... الله
مارغريت :
فأنت إذن غير مؤمن بالله.
فوست :
لا تخطئي فهم ما أقول أيتها الحبيبة، فمن ذا يجرؤ على تعريفه وحصره، ثم يزعم أنه به مؤمن؟! ومن ذا يجرؤ على الشعور به، ثم ينكر الإيمان؟ ذلك المحيط بكل شيء، الحافظ لكل شيء، أليس هو المستوعب الحافظ لك، ولي، ولذاته العلية؟ أولا ترين إلى السماء كيف رفعت؟ وإلى الأرض كيف بسطت؟ أليست هذي النيرات الخوالد السوابح في الفضاء يرمقننا بلحاظ وامقة؟ أما يرنو طرفي إلى طرفك؟ ألا يهفو كل شيء إليك بمهجتي وفكري؟ وهذا الجاذب أليس هو لغز الأبد، باديا كان أو خفيا؟ بهذا على فرط غموضه املئي فؤادك، فإذا ذقت السعادة في هذا الشعور، فادعيه بما شئت من الأسماء، ادعيه السعادة! أو القلب! أو الحب! أو الله! أما أنا فليس عندي له اسم، فالشعور هو كل شيء، وليس الاسم إلا لغطا ودخانا يحجب عنا لألاء السموات.
فوست
مناجاة فوست
أيتها الفلسفة والشريعة والطب جميعا! وأنت أيها الفقه الأسيف، واحسرتاه! لقد تعمقت في درسك أيتها العلوم دائبا صبورا، ثم هأنذا الآن - أنا المفتون المسكين - ما برحت من المعرفة حيث كنت في البداية.
صحيح أني ألقب بالأستاذ والعالم الجهبذ، وأنني قضيت عشرة أعوام كاملة أدور بتلاميذي أسحبهم من أنوفهم يمنة ويسرة ذاهبا بهم كل مذهب، ولكننا هاهنا بعد كل هذا نرى أننا عاجزون عن إدراك أمر من الأمور ... إن هذا ليلهب دمي! وإن كنت في الحقيقة أوسع علما من سائر الحمقى والجهابذة والأساتذة والفقهاء والرهبان.
অজানা পৃষ্ঠা