والشكر بالعمل بدليل ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا﴾ [سورة سبأ: ١٤] وقيل: الحمد هو المدح بصفات الذّات كالعلم والشجاعة، والشكر هو المدح بصفات الفعل كالعطاء والطاعة. والأشبه أن الحمد هو المدح بجميع الصفات الجميلة ذاتية كانت أو فعليَّةً لأنَّه ضد الذم المترتب على جميع الصفات القبيحة ذاتيةً كانت أو فعليَّةً، والضدان يتعاقبان على محل واحد، فالمدح والذم يتعاقبان على جميع الصفات.
والشكر: هو الاعتراف بالنعمة والثناء على من أسداها بالقلب والجوارح لأنَّه ضد الكفر الذي هو جحد النعمة وترك الثّناء على من أسداها بشيء من ذلك. قال الشاعر (١):
أفادتكُمُ النعماءُ مِنِّي ثلاثةً ... يَدِي وَلِسَانِي والضَّمِير المُحَجَّبَا
أي: أنهم استحقُّوا عليه بالإنعام طاعة يده، ولناءَ لسانه، ومحبَّةَ قلبه، وهو ضميره.
والربُّ: قيل: هو المالك، وقيل: المُرَبي، وقيل: السيد، وقيل: المصلح، وكل هذه صفة الله ﷿ مع خلقه.
والعالمين (أ): جمع عالم وهو في الأصل ما سوى الله ﷿ إن اشتُقَّ من العلامة لكونه عَلَمًا على خالقه، والعقلاءُ خاصَّة من الجِن والإنس
_________
(أ) في ب، م والعالمون.
(١) البيت بلا نسبة في "الكشاف" للزمخشري ١/ ٧ (طبعة دار المعرفة)، قال خضر الموصلي في "الإسعاف" ١/ ١٢ أ (نسخة المكتبة المتوكلية لصنعاء ٤١ تفسير): "لم أر من نسبه لقائل، وفي بعض الحواشي أن المخاطب به عليّ بن أبي طالب".
1 / 4