الهندسية والأمور التي تتعلق بوجه ما بالتخيل ، فالتخيل موات فيساعد فى إدراكه وتصوره ، والعلوم العقلية لما كانت بخلاف ذلك وكانت الخيالية تمانع وتعاوق عنها قهرت القوة الخيالية على ترك المعاوقة عنها.
إنما احتيج إلى أن تكون أشكال الهندسة مصورة فى لوح عند تعلم البراهين ليشتغل بها الخيال فلا يتشوش على العقل استيفاء البرهان ، ويكون الخيال مشغولا بشيء من جنس الشىء الذي يطلب برهانه فلا يعاوق ولا يمانع.
التعلم يتم بأن يشغل الخيال والحواس بشيء من مذهب ما فيه الرؤية ، حتى لا يعوق النفس عن مطلبها .
الرؤية هى أن تشغل النفس قواها بشيء من مذهب ما تطلبه ليتم استعدادها لقبول الصورة المطلوبة من عند واهب الصور.
الوجود من حيث هو وجود يتعلق بالفاعل لا من حيث هو حدوث. فلذلك كلما عدم الفاعل عدم معه الوجود ، ومعنى الحدوث هو وجود بعد ما لم يكن. وبعد ما لم يكن هو صفة لهذا الوجود الحادث. لكنها ليست بصفة له عن الفاعل ، بل هذه الصفة له بسبب سبق العدم. وليس لسبق العدم علة. فالفاعل إذن هو علة للوجود لا علة الحدوث فلو أن الفاعل كان حادثا كان يقال هو فاعل حادث وكان حدوثه بسبب سبق العدم. مفيد الوجود يفيد الوجود المطلق. فأما وجودا بعد ما لم يكن فلا اعتبار له من جهة مفيد الوجود ، فإن بعد ما لم يكن من لوازم الشيء أعنى من لوازم الماهية الموجودة ، كما أن المثلث كونه بحيث يمكن أن يخرج أحد أضلاعه إلى كذا هو من لوازمه لا مما يقوم به المثلث ، وكذلك الضحك للإنسان.
الفاعل من حيث هو فاعل لا يحتاج إلى حدوث حالة له فإنه حينئذ يكون منفعلا لأن ذاك يرد عليه من خارج ، والشىء لذاته محتاج إلى العلة ، وإمكان الوجود يدوم لطبيعة هذا الموجود الحادث وداخل فى شرطه ، فوجوده ممكن ووجوده بعد العدم فهو ضرورى أنه بعد العدم. فأما ما لا يكون موجودا ثم يوجد فيكون ضروريا أنه يكون بعد العدم. فأما الوجود فى نفسه واعتبار ذاته فهو ممكن.
لا يجوز أن يكون الفاعل من حيث هو فاعل يوجد قابلا للفعل أو للوجود لأن القبول هو انفعال فيه أو استكمال له ، فيكون لم يستكمل بعد. ويجب أن يكون ذات الفاعل مباينا لذات المفعول وإن كان يوجد المفعول حيث هو ملاقيا له. والطبيب إذا عالج نفسه فإنه يعالج بجزء منه ويتعالج بجزء آخر.
النفس الزكية إذا فارقت ، أفاض عليها العقول كمالا تكون من لوازمه
পৃষ্ঠা ৮৪