النفس إذا طالعت شيئا من الملكوت فإنها لا محالة تكون مجردة غير مستصحبة لقوة خياليه أو وهمية أو غيرهما ويفيض عليها العقل الفعال ذلك المعنى كليا غير مفصل ولا منظم دفعة واحدة ثم يفيض عن النفس إلى القوة الخيالية فتتخيله مفصلا منظما بعبارة مسموعة منظومة ويشبه أن يكون الوحى على هذا الوجه : فإن العقل الفعال لا يكون محتاجا إلى قوة تخيلية فيه إفاضة الوحى على النفس فيخاطب بألفاظ مسموعة مفصلة.
الفرق بين الإرادة والغرض ، وبين الغرض والدواعى أن الغرض هو الغاية التي توجب الفعل وكذلك الدواعى والإرادة لا توجب ذلك. فالغرض هو إرادة جازمة.
الإنسان لا يعرف حقيقة الشىء البتة (27 ب) لأن مبدأ معرفته للأشياء هو الحس. ثم يميز بالعقل بين المتشابهات والمتباينات ويعرف حينئذ بالعقل بعض لوازمه وأفعاله وتأثيراته وخواصه فيندرج من ذلك إلى معرفته معرفة مجملة غير محققة بما لم يعرف من لوازمه إلا اليسير ، وربما عرف أكثرها إلا أنه ليس يلزم أن يعرف لوازمه كلها. ولو كان يعرف حقيقة الشىء وكان ينحدر من معرفة حقيقية إلى لوازمه وخواصه ، لكان يجب أن يعرف لوازمه وخواصه أجمع ، لكن معرفته بالعكس مما يجب أن تكون عليه.
النفوس كلها محتاجة فى ذواتها إلى أن تستكمل بالعقل ، وهى مستعدة لذلك استعدادا قريبا وبعيدا.
نفوس الحيوانات غير الإنسان ليست بمجردة ، فهى لا تعقل ذواتها ، وإذا أدركت ذواتها فإنما تدركها بقوتها الوهمية ، فلا تكون معقولة. والوهم لها بمنزلة العقل للإنسان.
العلم هو حصول صور المعلومات فى النفس ، وليس نعنى به أن تلك الذوات تحصل فى النفس ، بل آثار منها ورسوم. وصور الموجودات مرتسمة فى ذات البارى إذ هى معلومات له وعلمه لها سبب وجودها.
الشعور بالذات يكون بأن نعقلها ، والتعقل يكون لشىء مجرد ، والحيوانات نفوسها غير مجردة فلا تعقل ذواتها بل تدركها بقوة الوهم.
الشعور بالذات يكون بالفعل فيكون دائما على الإطلاق ولا يكون باعتبار شىء آخر. والشعور بالشعور يكون بالقوة وحاصلا فى وقت دون وقت.
النفس وإن لم تكن فى البدن فإن قواها ، التي تصرفه بها ، فى البدن؛ وهى متشبثة بها ، وهذه القوى مشتركة بينها وبينه ، وهى منبعثة عن القوة العملية.
পৃষ্ঠা ৮২