كل حالة من الأحوال الجسمانية تعرض بعد الحركة فلا يصح أن تجعل غاية للحركة فالمحرك هو بعينه الغاية ، وهو النفس.
لو كان المزاج هو النفس لكان يجب أن يكون المزاج موجودا قبل المزاج ، إذ كان هو الغاية المحركة للعناصر إلى الامتزاج.
كل إدراك جسمانى فإنما يتم بفعل وانفعال ، والانفعال هو حصول حال مع روال حال ولا يصح أن يكون المدرك هو الحاصل أو الزائل. فالجسم وأحواله آلات لأن المدرك يجب أن يكون شيئا ثابتا ، فالحرارة الطارئة مثلا تحيل الحرارة المزاجية ولا تجتمع معها إذ لا تجتمع كيفيتان فى جسم فحينئذ يقع الإحساس بالحار. وكذلك تفرق الاتصال يدركه غير الاتصال المتفرق وغير الاتصال الحادث ، وإنما يدركه شىء ثالث. وكذلك الحال فى المتحلل من البدن إنما يطلب بدل المتحلل شىء غير الباقى بعد التحلل فإن الباقى لم يتحلل منه شىء. فإذا إنما تحلل من شىء هو ثابت باق ، وذلك هو غير البدن بل الحافظ لمزاج البدن ، وهو الذي نسميه كماله. وكذلك الحال فى ترتب الأعضاء ، فهو غير المزاج. وكذلك النمو إنما الفاعل له غير المزاج؛ وهو المدبر للبدن الذي يأخذ من جانب ويزيد فى جانب حتى تتم الأعضاء ، والمريض إذا صح فانما يثبت له العلم بما كان علمه لأجل انحفاظ معلوماته فى القوة الحافظة. والقوة الحافظة كانت معوقة عن فعلها فى حال المرض لأجل ما كان غشى المكان الذي تترتب منه القوة الحافظة من الأبخرة والأخلاط ، فلما زالت تلك المخالطات انجلى عنها العائق.
المعنى الكلى لا وجود له إلا فى الذهن ، ولا يجوز أن يتخصص شخصا واحدا ، ويكون موجودا عاما فإنه حينئذ لا يكون عاما ، وإذا وجد عينا فإنه يكون قد تخصص وجوده بأحد ما تحته ، وذلك كالحيوان فإنه معنى عام ولا يكون موجودا عينا واحدا فيكون حيوانا مطلقا بل إذا صار موجودا فإنما يكون إذا تخصص وجوده بأحد الأنواع التي تحته ، ويكون إما إنسانا وإما فرسا أو غيرهما. والتخصص لا محالة يكون بفصل مقوم للنوع كالنطق أو الصهال.
الجسم ليس مستقلا بنفسه فإن وجوده لغيره. فالصور الجسمية موجودة للهيولى قائمة بها ، والهيولى وجودها بغيرها فان وجودها (21 ا) بالصورة الجسمية وهى الاتصال أو الأقطار.
الوحدة من الأسماء المشككة كالوجود ، وهى من اللوازم. والمعنى الجامع لوحدتى الجوهر والعرض هو أنه وجود غير منقسم ، فهذا هو المعنى العام الواقع على الوحدة
পৃষ্ঠা ৬৪