وكان قيس ابنه مثله بعده (1).
ومن المتفق عليه أن سعد بن عبادة أيضا لم يبايع أبا بكر أبدا، فاذن حصر من لم يرتد ولم يبايع في ثلاثة أوفي سبعة محمول على أنهم قصوى الغاية في الاستيقان والاستقامة والانكار على متقمص (2) الخلافة ولص الإمامة.
قوله عليه السلام: مكرها فبايع
يعني أظهر البيعة كرها، أو أنه وقعت في البين شبهة البيعة فإنه جئ به عليه السلام مكرها فكثر اللفظ وضجت الأقوال وارتفعت الأصوات فقال الناس: انه بايع لا أنه قد وقعت منه عليه السلام المبايعة، فان ذلك خلاف ما أطبق عليه المحدثون من العامة والخاصة، على ما بسطنا تحقيقه في كتاب نبراس الضياء وفي شرح تقدمة كتاب تقويم الايمان.
أليس قد اتفقت أصول أحاديث العامة فضلا من الخاصة على أنه عليه السلام كان يقول: أنتم بالبيعة لي أحق مني بالبيعة لكم واني أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار، وأنا أول من يحثو للخصومة بين يدي الله عز وجل (3).
وانما رواية البيعة في صحيحهم البخاري على هذه الصورة باسناده: عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة: أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها عن النبي صلى الله عليه وآله فيما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا نورث ما تركناه صدقة، فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا، فغضبت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وآله ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم
পৃষ্ঠা ৩০