إلا شعري، قال: فقل أبياتًا تذكر فيها حوف مصر وتفضلها على غيرها، والقني بها غدًا، فغدوت عليه، وأَنشَدَته:
سرى الهم تثنيني إليك طلائعه ... بمصر وبالحوف اعترتني روائعه
وبات وسادي ساعد قل لحمه ... عن العظم، حتى كاد تبدو واشاجعه
قال: وذكرت فيها الغيث فقلت:
وكم دون ذاك العارض البارق الذي ... له اشتقت من وجه أسيل مدامعه
يمشي به افناء بكر ومذحج ... وأفناء عمرو وهو خصب مرابعه
بكل مسيل من تهامة طيب ... دميث الربا تسقى البحار دوافعه
قال: انت والله شاعر، احضر الباب فأني ذاكرك، فجلست على الباب، ودخل فما ظننت انه أمكنه أن يذكرني حتى دعي بي، فدخلت فسملت على عبد العزيز فصعد في بصره وصوب، ثم قال: أشاعر؟ ويلك! قلت: نعم أيها الامير، قال: فأَنشَدَني، فأَنشَدَته فاعجبه شعري، وجاءه الحاجب فقال: ايها الامير. هذا أيمن بن خريم الأَسَدِيُّ بالباب، قال: فأذن له، فدخل، فأطمأن، فقال له: يا ايمن، كم ترى ثمن هذا العبد؟ فنظر الي فقال:
1 / 91