بلغني أن دورًا كثيرة مات أهلها. فلما قدم الحجاج هدمها مخافة أن يكمن فيها الخوارج، واشترى الناس دورًا كثيرة فدفنوا فيها.
قال: بلغني أن دارًا مات أهلها جميعًا، أغلقوا بابها وفيها صبي صغير رضيع لم يعلموا به، فلما خف الطاعون فتحوا الباب بعد أشهر فإذا صبي يحبو، فتعجبوا منه، فإذا كلبة تطفر إلى الدار فتربض ناحية ويحبو إليها الصبي فيشرب من أطبائها ثم تطفر الحائط إلى خارج. فلم يزل ذلك دأب الصبي حتى حبا حبوًا.
قال: وأخبرت أن الدار كانت تصبح وفيها خمسون، وتصبح الغد وليس فيها واحد.
قال: وكان الرجل بعد الطاعون يلقى المرأة، فلو شاء أن يغصبها نفسها فعل قبل أن يمر أحد.
ثم خف الطاعون وخليفة مصعب بن الزبير على البصرة سنان بن سلمة الهذلي فخطب الناس فقال: اتقوا الله أيها الناس فإن عند الله أيامًا مثل شوال. قال وكان طاعون القينات في شوال سنة سبع وثمانين، مات فيه الجواري.