[تعاريف]
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
فإن من أهداف وغايات مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية تقديم الفكر الذي يسهم في تحقيق العبودية لله وحده، ومن ثم تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة، وذلك من خلال الفكر المتمثل في التوحيد والعدل، وطرح القضايا الدينية والفكرية ذات البعد الروحي والحضاري، والقادرة على إطلاق الكامن في الأمة الإسلامية، وعليه فإن الفكر الذي تطرحه المؤسسة بين أيدي الباحثين يمثل أرقى ما قد أخرجته الأمة مضمونا؛ لأنه فكر عترة النبي عليه السلام وأهل بيته الذي يحقق للأمة عزتها وكرامتها، ويقدم النماذج الفريدة للعدالة السياسية والاجتماعية في نظام الحكم الإسلامي، والنماذج الفريدة من أعلام الفكر ورواده الذين جمعوا بين العلم والورع، والتدبير والسياسة، والشجاعة والحزم والعدل، عند الوصول إلى الحكم، وهو فكر يعتمد على العقل باعتباره المصدر الأول للمعرفة الدينية، وينطلق من مبدأ الاستماع، ولو لأشد المخالفين، والعمل بالدليل وليس بالتقليد، إلا أن صعوبة الوصول إلى مصادر هذا الفكر شكل عقبة كبيرة أمام انتشاره، وانتفاع الأمة بكنوزه المعرفية والثقافية والروحية، وهذا الأمر جعل المؤسسة تركز الجهود لنشر هذا الفكر وتوفير مصادره أمام الدارسين والباحثين والمفكرين، وهو باب من أبواب الجهاد في سبيل الله، وواجب من أهم الواجبات، وقربة من أفضل القربات إلى الله سبحانه وتعالى؛ فإخراج تراث أئمة أهل البيت الذي ظل محبوسا في المكتبات يسهم إلى حد كبير في تحقيق نهضة الأمة الإسلامية من خلال الرؤى الفكرية والعملية التي تساعد على تنوير العقول، وتدعو أبناء الأمة إلى استعادة العزة والكرامة.
ومن خلال هذا الهدف انطلقت المؤسسة في تحقيق رسالتها التي أنشئت من أجلها ألا وهي العمل على إخراج التراث إلىالنور من خلال تحقيق المخطوطات وطبعها ونشرها بعد تسجيلها وفهرستها وتصويرها، وذلك من خلال عدة مشاريع أهمها:
পৃষ্ঠা ১