পুরানো বিশ্বের খাবার
الطعام في العالم القديم
জনগুলি
طبق كاتو في أواخر حياته نظاما قاسيا على عبيده العاملين في منزله، وشمل ذلك - على حد وصف بلوتارخ (في كتابه «حياة كاتو» 21، 4) - ضبط حياتهم الجنسية، وتطبيق عقوبة الإعدام بإجراءات موجزة من دون محاكمة عندما يقتضي الأمر ذلك. أما عن ترتيبات تناول الطعام، فيروي بلوتارخ:
في بداية حياته حين كان لا يزال فقيرا ويخدم في الجيش، لم يكن ينزعج بخصوص أي شيء يخص النظام الغذائي، ولكنه كان يقول إنه من المخزي أن يتشاجر المرء مع أحد الخدم على نوعية الطعام الذي عليه أن يأكله. وفيما بعد - حين أصبح يشغل منصبا أهم، وأصبح يقيم مآدب رسمية [هيستياسيس] لأصدقائه وزملائه من الولاة - كان يعاقب بالسوط كل من أهمل في تقديم الطعام أو تحضيره، وذلك عقب المأدبة مباشرة.
مع ذلك، كان العبيد يحظون بمزايا فريدة؛ إذ يروي بلوتارخ (20، 4) أن زوجة كاتو لم تكن ترضع ابنه فقط (وهو ما قد تمتنع عنه أي زوجة من الطبقة الراقية)، بل كانت ترضع كذلك أبناء العبيد بهدف ضمان ميلهم إلى كاتو وولائهم له من خلال هذه التغذية المشتركة.
ونجد أمثلة كثيرة لمحاولات كاتو لضبط طقوس تناول الطعام وضبط تأثير العادات الأجنبية، وذلك في المسرحيات الكوميدية من تأليف بلاوتوس وتيرنس، التي ألفاها في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الثاني قبل الميلاد. حين ترجمت هذه المسرحيات نقلا عن الأعمال الإغريقية الأصلية من تأليف ميناندر وآخرين، وحولت إلى نسخ باللغة اللاتينية، عرضت في أعياد تختلف عن الأعياد الإغريقية السابقة لها (راجع الفصل الثالث)، وروعي تعديل طريقة تصوير المآدب الفاخرة التي كان يطهوها طهاة متفاخرون. وبدءا بالاحتفالات، نلاحظ إدخال عدد من الاحتفالات (مثل ألعاب أبولو وألعاب سيرس وألعاب الأم العظيمة) بهدف زيادة المدد الإلهي لمدينة روما إبان أزمة غزو هانيبال التي كانت تهدد بقاء روما. (وأضيفت هذه الاحتفالات إلى الألعاب الرومانية القديمة، وإلى العروض المسرحية التي كانت تقدم في جنازات أبناء الطبقة الراقية البارزين.) وكانت المآدب ومظاهر الترفيه والاحتفال عناصر مهمة في هذه الأعياد، وكان المسرح الكوميدي من بين هذه العناصر. وتؤكد هذه التطورات اللافتة كلامنا السابق عن اعتماد روما على سمات الثقافة الإغريقية في الوقت نفسه الذي كان فيه بعض المواطنين يجاهرون بعدائهم لليونان، على الأقل في مناسبات معينة.
معروف أن مسرحيات بلاوتوس وتيرنس هي أعمال مترجمة من الإغريقية، وكثيرا ما تعترف بذلك في فصولها التمهيدية؛ فالشخصيات والأماكن إغريقية. ولكن من الواضح أيضا أن هذين الكاتبين المسرحيين يكتبان كذلك عن روما والرومان؛ إذ نجد إشارات واضحة للقوانين والدساتير الرومانية، مثل قوانين الإنفاق المناهضة للترف (راجع فرانكل 1960 ولي 2004). لكن، من بين الأساليب التي تتبعها تلك المسرحيات المقارنة بين الريف (أي الفضائل البسيطة والتقليدية)، وبين المدينة التي ترتبط بالمآدب الفاخرة. والمدن هي محور التأثر بالخصائص الإغريقية، وأحيانا يستخدم الفعل
pergraecari
باللغة اللاتينية ومعناه «العيش مثل الإغريق» للدلالة على عادات تناول الطعام الفاخرة التي يتبعها الشباب (جروين 1984). يسرد أستين (1978: 173 و179) مسرحيات بلاوتوس الآتية: مسرحية «القرطاجني الصغير» (603)، ومسرحية «الأختان التوءم باكخيس» (813)، ومسرحية «تروكولينتوس» (87)، ومسرحية «موستلاريا» أو «منزل الأشباح» (22 و64 و960)؛ فهذه المسرحيات هي بالضبط المؤثرات الأجنبية التي كان كاتو وبوليبيوس أيضا يشعران بالقلق حيالها (31، 25، 2-8):
كان أول اتجاه يتخذه سيبيو من منطلق طموحه لعيش حياة فاضلة هو أن يعرف عنه الاعتدال وضبط النفس، وأن يتفوق في هذا الشأن على غيره من سائر الشباب في نفس سنه. وهذه جائزة كبرى حقا ويصعب نيلها، ولكنها كانت هذه المرة سهلة المنال في روما بسبب الميول الموجودة لدى معظم الشباب إلى فساد الأخلاق؛ إذ إن بعضهم كان قد انغمس في العلاقات الغرامية مع الصبية، وانغمس آخرون في مصاحبة المحظيات، وانشغل الكثيرون بحفلات الترفيه الموسيقية والمآدب، والتبذير الذي يترتب عليها، وذلك بعد أن تأثروا سريعا إبان الحرب مع بيرسيوس بالتساهل الإغريقي في هذه الأوجه؛ ومن ثم، كان الانحلال المتفشي بين الشباب في تلك الأمور كبيرا في حقيقة الأمر، حتى إن الكثيرين كانوا يدفعون طالينا مقابل الحصول على غلام أثير، وكان الكثيرون يدفعون ثلاثمائة دراخمة مقابل جرة من السمك المملح. وأثار هذا استياء كاتو، حتى إنه قال ذات مرة في خطبة عامة إن من أشد علامات التدهور التي تشهدها الجمهورية أن يدر الصبية الوسيمون أكثر مما تدره الحقول، وأن تدر جرار الكافيار أكثر مما يدره المزارعون. وهذا الاتجاه الحالي إلى التبذير لم يفصح عن نفسه إلا في المدة التي نحن بصدد دراستها؛ ويرجع ذلك أولا إلى أنهم كانوا يعتقدون أنه بعد سقوط مملكة مقدونيا القديمة صار سلطانهم الشامل بلا منازع، وثانيا أنه بعد نقل ثروات مقدونيا إلى روما ظهر اتجاه هائل للتباهي بالثراء في الأماكن العامة والخاصة على حد سواء. (ترجمه إلى الإنجليزية : باتون)
جلب العصر الإمبراطوري على روما الكثير من المشكلات الجديدة التي لم تكن إلا مخاطر بعيدة في عهد كاتو الأكبر. في ظل الزيادة الهائلة في الثروة القومية والقدرة على امتلاك الأراضي في بلدان أخرى، أصبح من المتاح عيش حياة مترفة في إيطاليا وفي المقاطعات مثل صقلية وشمال أفريقيا ومناطق شرق اليونان؛ فخصوبة صقلية وأفريقيا كانت معروفة للقاصي والداني. يذكر بوليبيوس (31، 21، 1) أن الملك ماسينيسا كان يطمع في منطقة إمبوريا (الواقعة عند خليج قابوس حاليا)، وحاول انتزاع الأراضي الخصبة من القرطاجيين. في العصر الإمبراطوري، كانت هناك فيلات فخمة في شمال أفريقيا، يرجع الفضل إلى كثير منها في لوحات الفسيفساء الموجودة في مجموعات التحف في متحف باردو في مدينة تونس العاصمة، والمتحف الموجود في مدينة سوسة التونسية.
كان الناس يعيشون حياة رغدة، وكانت العائلات الناجحة والغنية تحظى بدخل هائل، وكان بوسعهم إنفاق دخلهم على الأطعمة الفاخرة، وكذلك المنازل الواسعة والعبيد وكل عناصر الحياة الرغدة. وكان أفراد الطبقة العليا يتنافسون فيما بينهم على التباهي بنجاحاتهم ومكانتهم، وكانوا يستخدمون أوجه الإنفاق هذه لترسيخ مكانتهم في السلم الاجتماعي والسياسي. وكان تناول الطعام واحتساء الخمور يتيحان الفرصة لإقامة حفلات اجتماعية تتيح التباهي بتلك الممتلكات. وكانت المتطلبات الاجتماعية والاقتصادية تضمن حصول الناس على الفواكه الكثيرة التي تنتجها الإمبراطورية والموجودة في أسواق روما (إيليوس أريستديديس (26، 1-29)، ودالبي 2000). وكانوا يحظون بأصناف متنوعة ذات جودة، وبكميات بحسب رغبة كل فرد؛ وهذا مجال أفاضت النصوص الأدبية والفلسفية في الحديث عنه. ومن المهم أن نذكر نقطة البداية لتلك النصوص وعلاقتها بالشئون الاجتماعية والاقتصادية. كان لدى أفلاطون وشعراء المسرح الكوميدي في أثينا في القرن الرابع قبل الميلاد الكثير من الهموم المشتركة، ولكن كانت لديهم أيضا آراء مختلفة للغاية في هذا المجال، كما ناقشنا فيما سبق. بحلول العصر الإمبراطوري في روما، ظهرت كتابات متنوعة عن مخاطر تناول الطعام، وجاءت هذه الكتابات من عدة اتجاهات تربطها علاقات مشتركة، ودأب الفلاسفة على انتقاد الشهية والترف، كما فعل سقراط على النحو الذي ظهر في كتاب أفلاطون. سنتناول آراء كل من موسونيوس روفوس وسينيكا، وكلاهما كانا من الفلاسفة الرواقيين وكانا يكتبان في القرن الأول الميلادي، وسنناقش أيضا تأثير معتقدات إبيقور المناهضة لهذه الآراء. ثم ظهرت شروح أدبية نناقشها في الفصل التاسع. وفي الكثير من النواحي نجد أن هذه الأشكال الأدبية والفلسفية كانت ترى الطعام عدوا في مقدوره دوما التحول من كونه غذاء نافعا إلى شيء أكثر إغراء وخطورة؛ كانت تراه يتحول إلى طعم لذيذ يروق للشهية. إذن، لا بد أن نشير في مواضع أخرى في الفترة التي نتناولها إلى النصوص التي تناقش الطعام من زاوية أشمل، لا بد أن نشير إلى بلينوس وأثينايوس وجالينوس، فكل منهم يدرج عادات تناول الطعام في إطار اجتماعي وفكري.
অজানা পৃষ্ঠা